أنـصر أخـاك ظـالـمــاً أو مظلـومـاً

ناس فارغة لاتقدِّم للإسلام شيئاً ، ودينُهم عبارة عن ردود أفعال لأخطاء الغير وسقطاتهم. ولو نظر فى نفسه لعلم ان عنده من البلاء مايوجب عليه ان يستتر وان يتخفَّى.

انـصر أخـاك ظـالـمــاً أو مظلـومـاً
"نظرات سلفية في آراء الشيخ ربيع المدخلي "

إعداد أبي عبد الله صالح بن عبد اللطيف النجدي

الطبعة الأولى 1418 هـ

 

المُحتَويات

- تمهيد
- تعريف بالشيخ ربيع
- فتنة الشيخ ربيع واتباعه لم تحدث في تاريخ الإسلام
- كلمة للظالم والمظلوم
- من هم أبرز خصوم الشيخ ربيع ؟
- أصناف الخائضين في هذه الفتنة
- اعتداد الشيخ ربيع بنفسه وتزكيته لشخصه وغلو أتباعه فيه
- مفهوم السلفية عند الشيخ ريع المدخلي
- بين سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ربيع المدخلي
- موقف الشيخ ربيع من أتباع المذاهب الأربعة
- تدريب الشيخ ربيع اتباعه على التضليل والتبديع والتكفير بالباطل
- اتهام الشيخ ربيع للنيات
- بغي الشيخ ربيع وسوء أدبه مع خصومه من السلفيين
- تناقضات
الشيخ ربيع
- بين
الشيخ ربيع وشيخه – الجامي – والكيل بمكيالين
- موقف
الشيخ ربيع من الجماعات الإسلامية
- الشيخ
ربيع والسياسة
- مجازفات
الشيخ ربيع العلمية
- سوء
فهم الشيخ ربيع لكلام الآخرين وتحميله ما لا يحتمل
- اتهام
الشيخ ربيع للعلماء والتعريض بهم
- ميزان
الشيخ ربيع
- الخاتمة

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس ، وأقبح أثر الناس عليهم . ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، الذين عقدوا ألوية البدع ، وأطلقوا عقال الفتنة ، فهم مختلفون في الكتاب ، مخالفون للكتاب ، مجمعون على مفارقة الكتاب ، يقولون على الله ، وفي الله ، وفي كتاب الله بغير علم ، ويتكلمون بالمتشابه من الكلام ، ويخدعون جهَّال الناس بما يشِّبهون عليهم ، فنعوذ بالله من فتن الضالين . [من مقدمة الإمام أحمد بن حنبل في كتابه " الرد على الزنادقة والجهمية "]

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد

فإن الله عز وجل قد حرَّم الظلم على نفسه ، وجعله بين العباد محرما . وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) وبين صلى الله عليه وسلم معنى نصرته ظالماً بقوله : ( تأخذ فوق يده ) رواه البخاري.

وإنني من هذا المنطلق الشرعي استعنت بالله عز وجل في الكتابة في قضية مؤسفة ما كنت أظن حدوثها ، ولكنها وقد حدثت الآن فإن الواجب على أهل العلم أن يسهموا في منعها ، أو على أقل الأحوال في تخفيفها . هذه القضية تتمثل في حصر المنهج السلفي في مسائل معينة وعلى فهم شخص واحد ، أو أشخاص معينين من المعاصرين ، ومن خالف في هذه المسائل التي لا تخرج أكثرها عن مسائل الاجتهاد التي تتعلق بتحقيق المناط ؛ فإنه خارج عن المنهج السلفي ومنابذ لأهل التوحيد والسنة . وصار كثير من أهل العلم والإيمان والفضل يمتحن بسبب هذه المسائل ، ويصنف في أهل البدع ظلماً وظناً إذا خالف فيها أو في بعضها . ولم يسلم من هذا الظلم إلا القليل من المعاصرين ، علماً بأن هذه الطريقة وهذا المسلك لو طبق على المتقدمين لما بقي أحد صالحاً للأخذ عنه ، إذا استثنينا القرون الثلاثة المفضلة .

وقد حمل راية هذه القضية وبحماس شديد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي الذي يدافع عن منهج أهل السنة والجماعة ويحب عقيدتهم ولا يعتمد مخالفتها فيما أظن ، ولكن أتى من فبل فهمه ، فصار حربة في وجه كل من خالفه من إخوانه السلفيين وهو نفسه يعلم أن هؤلاء محبون للسلف الصالح مقتدون بهم ، لكنهم يختلفون معه في مسائل اجتهادية ليست من المسائل المحسومة بنص أو إجماع .
وإن من الحق الذي لا بد من بيانه أن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بغى على كثير من علماء أهل السنة ودعاتهم ، ووصفهم في كثير من كتبه وأشرطته بأوصاف ذميمة ، وحشرهم مع أعداء الإسلام وظن هداه الله أن عمله هذا من الجهاد في سبيل الله ، ومن الرد على أهل البدع ، وتبعه طائفة من المنتسبين إلى أهل السنة ، وأن كانوا قلة و لله الحمد . إلا أنهم يقتدون به في مسلكه هذا . بل إن بعضهم طمع في تحقيق بعض المصالح الدنيوية من خلال الانتماء إلى هذا المسلك ، وبعضهم اتخذ هذا المسلك سبيلاً لتصفية حساباته مع بعض مخالفيه وخصومه .
وقد اجتهد بعض المصلحين والغيورين على إخوانهم من أهل السنة فأرادوا منع الشيخ ربيع وأتباعه من هذا البغي والظلم ، ورأوا أن هذه الفتنة لا تزيد الأمة إلا فرقة ، ولا الأخطاء إلا كثرة ، فنصحوا للشيخ ربيع لعله يرجع أو يتأمل في خطورة ما يفعل ، خاصة أن هذه الفتنة فرح بها أعداء الإسلام الكاشحون أيما فرح ، بل حققوا من خلالها ما لم يحلموا به ، وإلى الله المشتكى .
وعلى رأس هؤلاء الناصحين فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء ، فكتب جزاه الله خيراً كتابه ( تصنيف الناس بين الظن واليقين ) [وللأسف فقد عدَّ ربيع هذه النصيحة قذيفة في وجه السلفية كما عبر عن ذلك في كتابه الحد الفاصل ( 5 ، 6 )]

ثم خص الشيخ ربيعاً بخطاب قصير طبع فيما بعد باسم الخطاب ( الخطاب الذهبي ).
ولكن الشيخ ربيعاً لم يزدد إلا إصراراً على منهجه ، ورد على الشيخ بكر بكتاب أسماه ( الحد الفاصل بين الحق والباطل ) وصنف فيه الشيخ بكر أبو زيد بأوصاف سيئة منها على سبيل المثال :
( ص 7 ) : إن شأنه شأن كل ناصر للباطل مدافع عنه .
( ص 16 ) : أنه يجعل الحق باطلاً والباطل حقاً والمسيء محسناً والمحسن مسيئاً .
( ص 34 ) : أنه يذب ويدافع عن الباطل وأهله بحرقة وعنف .
وسيمر بك أخي القارئ الشيء الكثير من هذا منقولاً بحروفه عن الشيخ ربيع ومع ذلك فإني أدعو الشيخ ربيعاً أن يتأمل في واقعه ومواقفه وأن يحسب حساب ليوم العرض على الله ، وألاَّ تأخذه العزة بالإثم فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، وما ضر الشيخ ربيعاً لو وضع احتمالاً ولو يسيراً أنه على خطأ ثم تفكر في حاله وحال المخالفين له والله عز وجل يقول ( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا … ) الآية [سورة سبأ 46]

وإني أذكر الشيخ ربيعاً بقوله تعالى ( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) . الآية [الكهف 103 ، 104]

أقول هذا رغبةً مني في رجوع الشيخ ربيع عن هذا المسلك الذي آذى به إخوانه من أهل السنة وإن كان الأفق لا يلوح فيه أي رجوع ، لا سيما وقد عرفت أخي المسلم ما جازى به الشيخ ربيع أخاه الشيخ بكراً على نصيحته بل إن الكثيرين صاروا كلما لبثوا شهراً أو شهرين ترقبوا كتاباً جديداً للشيخ ربيع وهم يتساءلون عن الضحية الجديدة من رجالات أهل السنة والجماعة .
وعلى هذا فإن كتابي هذا ليس مجرد نصيحة للشيخ ربيع ، ولكنه أيضاً دفاع عن منهج أهل السنة والجماعة الذي يجعله الشيخ ربيع ذريعة للصيال على المخالفين له ، وهو أيضاً دفاع عن كل الذين أوذوا في عقيدتهم ومنهجهم وأعراضهم لا لشيء إلا أنهم خالفوا الشيخ ربيعاً والله جل ذكره يقول ( الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) الآية . [سورة الشورى 39]

وفي هذا الكتاب أيضاً إظهار لأخطاء الشيخ ربيع الواضحة من كتبه وكلامه كي يحذرها المسلمون عامة علماً بأنني لن أعامل الشيخ ربيعاً بمثل طريقته في تفسير كلام الآخرين بفهمه هو الذي يُلزم به خصومه .
إن الانتماء إلى منهج السلف وإلى مسلك أهل السنة والجماعة أمر سهل في الجملة ، ولكن المشكلة تكمن في تطبيق هذا المنهج على الأحوال والأشخاص والمواقف ، وإنه من الواجب على أهل العلم أن يدافعوا عن منهج أهل السنة وأن يزيلوا عنه كل تشويه حتى لو كان المشوه له ممن يتبناه ويدافع عنه ، ومهما كانت نية ذلك المشوه حسنة فإن النية الحسنة لا تسوغ لصاحبها الظلم والتعدي الآخرين ، ولا أن يتبوأ مقاماً لا يليق به ، ولا أن يزكي نفسه بناءً على تزكيته المنهج الذي يحبه ويدافع عنه .
ولذا فإني أقولها ولو كانت مرة – إلا على من قرأ كتابي هذا إلى آخر صفحة فيه وبدون تعصب لأحد من الناس – أقول : سيظهر لك أخي القارئ أي ظلم حصل لمنهج أهل السنة والجماعة من جراء تصرفات الشيخ ربيع وأمثاله هداهم الله ، هذا فضلاً عن الظلم الذي وقع على كثير من علماء ودعاة أهل السنة والجماعة في هذا الزمان والله تعالى يقول ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً ) . الآية [سورة الأحزاب 58]

إنه لم يكن بودي أن أخصص كتاباً مثل هذا عن الشيخ ربيع المدخلي ، ولكن بلغ السيل الزبى وفتنة هؤلاء القوم – أعني الشيخ ربيعاً وأتباعه – أراها تعظم وتزيد وقد يغتر بها بعض الناس وإني أرى أن الشيخ ربيعاً يحمل كثيراً من وزر هذه الفتنة فهو شيخها ومؤصلها وحامل رايتها ، حتى غلا فيه بعض أتباعه غلواً كبيراً . [أنظر فصل : اعتداد الشيخ ربيع بنفسه]

ولا يهولنَّك أخي في الله هذا الكلام ، فإنك ستجد إن قرأت بعين الإنصاف صحة ما أقول . والذي نقلته عن الشيخ ربيع إنما هو غيضٌ من فيض ومن كتاباته فقط أما أشرطته فهي أشد بكثير ، وأعظم من ذلك وأفظع [نقلت شيئاً يسيراً من بعض أشرطته للتدليل على فظاعة قوله فيها]

وهو يرى نفسه في ذلك غير آثم ولا ظالم لأنه يعد خصومه من أهل السنة والجماعة ، أهل بدع يجب فضحهم والتحذير منهم .
إنها حقاً فتنة أحسن الشيخ بكر أبو زيد في وصفها عندما قال في كتابه ( التصنيف ص 25 ) : ( هضم حقوق المسلمين في دينهم وعرضهم وتحجيم لانتشار الدعوة بينهم ، بل صناعة توابيت تقبر فيها أنفاس الدعاة ونفائس دعوتهم ) .
وقال حفظه الله في ( ص 28 ) : ( وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته في مسلاخ من المنتسبين إلى السنة متلفعين بمرط ينسبونه إلى السلفية – ظالماً لها – فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بالتهم الفاجرة ، المبنية على الحجج الواهية واشتغلوا بضلالة التصنيف ) . وقال أيضاً ( ص 39 ) : ( حين سرت في عصرنا – ظاهرة الشغب هذه إلى من شاء الله من المنتسبين إلى السنة ، ودعوى نصرتها ، فاتخذوا التصنيف بالتجريح ديناً و ديدناً ، فصاروا إلباً على أقرانهم من أهل السنة ، وحرباً على رؤوسهم ، وعظمائهم ، يلحقونهم الأوصاف المرذولة ، وينبزونهم بالألقاب المستشنعة المهزولة ، حتى بلغت بهم الحال أن فاهوا بقولتهم عن إخوانهم في الاعتقاد والسنة والأثر ( هم أضر من اليهود والنصارى ) و ( فلان زنديق )) .

 

تـعــريـف بالشـيـخ ربـيـــع

هو : ربيع بن هادي بن عمير الدخلي ، ولد في قرية الجرادية قرب مدينة صامطة ، بمنطقة جيزان عام 1352 هـ .
نشأ يتيم الأب ، تلقى تعليمه في قريته ، ثم بالمدرسة السلفية بصامطة ، ثم تخرج من المعهد العلمي بصامطة نهاية عام 1380 هـ ، وكان من شيوخه في المعهد : الشيخ محمد أمان بن عليّ الجامي رحمه الله ، ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض في مطلع عام 1381 هـ ، وبعد نحو شهرين انتقل منها إلى كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة ، وتخرج منها عام 1385 هـ .
ثم توظف مدرسا بالمعهد التابع للجامعة الإسلامية ، وبعد ذلك التحق بالدراسات العليا ، وحصل على درجة الماجستير من جامعة أم القرى بمكة عام 1397 هـ ، وكان عنوان رسالته : ( بين الإمامين مسلم والدارقطني ) ، وفي عام 1400 هـ حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها ، وكان عنوان رسالته : ( تحقيق ودراسة كتاب النكت على كتاب ابن الصلاح للحافظ ابن حجر ) ، وعاد بعد ذلك إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة ليعمل بها مدرسا للحديث وعلومه بكلية الحديث ، ثم ترأس قسم السنة بكلية الدراسات العليا عدة مرات ، ودرَّس فيها علوم الحديث ، ثم أحيل إلى التقاعد ، ثم تعاقدت معه الجامعة ليدرس بكلية الدراسات العليا ، ولا يزال يجدد له التقاعد كل سنة .
ومما ينبغي أن يعلم أن ميول الشيخ ربيع كانت أول أمره إلى الأدب والشعر ، كما ذكر هو ذلك إلى بعض طلابه ، ولم ينصرف عن الأدب إلى علوم الحديث والسنة إلا بعد تأثره بدعوة الشيخ الألباني لما كان ربيع يدرس عليه بالجامعة الإسلامية. [كان من الواجب على الشيخ ربيع أن يعرف قدر شيخه وأن يحترمه ، لكنه قلب له ظهر المجن عندما تفوه بقولته المشهورة ( والله إن سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني )]

ولا يعرف عن الشيخ تصنيفه الكتب ، ولا تدريسه في المساجد وحلق العلم ، بل يكاد ينحصر تعليمه وتدريسه في أروقة الجامعة الإسلامية ، وليس له نشاط يذكر في المساجد إذا ما قورن بغيره ممن هو أدنى طبقة منه ، فضلا عن أقرانه من المشايخ والدعاة السلفيين ، وقد أحصيت كتبه وأشرطته المسجلة في دور التسجيلات ، فكانت لا تتجاوز الخمسة كتب – إذا استثنينا كتب الردود والشتائم التي صدرت مؤخراً – أما الأشرطة فلا تتجاوز الأربعين ، وأكثرها محاضرات في هذه الفتنة التي تولى كِبرها ، وليس في شيء منها دروس منهجية تأصيلية .
هذا وقد كان الشيخ ربيع عضوا في صفوف جماعة الإخوان المسلمين لسنين عديدة ، ثم تركهم ، ونقلب عليهم فصار ينتقدهم . [انظر كاتب ( النصر العزيز ) ص 187 ، وكتاب ( الإرهاب الفكري ) لزيد المدخلي ص 84]

وفي الفترة الأخيرة من حياته ، وتحديدا : بعد اندلاع حرب الخليج واجتياح العراق للكويت عام 1411هـ ، اتجه الشيخ ربيع إلى محاربة من يظنهم من أهل البدع ، وصارت أكثر كتاباته وأشرطته وتقريراته ضدهم ، وفي تصيد أخطائهم فيما يزعم ، علماً بأن أكثر هؤلاء من المشهود بسلامة العقيدة وصحة المنهج ، بل كان هو نفسه يزكيهم ويثني عليهم من قبل ذلك .
ولما غلبت عليه هذه الحال صار يصنف الناس ، فمن وافقه وتابعه فهو سلفي ، وموحَّد وعلى الجادة ، ومن خالفه فهو خلفي أو حزبي أو مبتدع ، وتبعه على هذا مجموعة من محبيه وأكثرهم لا يُشهد لهم بعلم ولا ورع .
وصارت هذه المجموعة حزباً فوضوياً يقلد الشيخ ربيعاً في آرائه ومواقفه ، فمن بدَّعه ربيع فهو المبتدع ، ومن أثنى عليه ربيع فهو السلفي ، وإن كانوا يقولون أنهم ضد التحزب وضد الجماعات ويسمون عملهم هذا أخوة في الله ، إلا أن الواقع يشهد بما أذكره عنهم ، ويعرف هذا القريب والبعيد ، وصاروا يمتحنون كل الدعاة وأهل الصلاح بأسئلة معينة فمن نجح في الامتحان عندهم فهو سلفي ، ومن أخطأ دخل في دائرة التصنيف التي أخف دركاتها قولهم : ( غامض – متلون – غير واضح ) والله المستـعان .
وصار الشيخ ربيع وأتباعه يعرفون في بعض الأوساط أول ما ظهرت فتنتهم ( بالخلوف ) ، ويعرفون عند بعض الناس ( بالجامين ) نسبة إلى شيخ ربيع ، وهو : الشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله - ، الذي كان من أبرز قادة هذا الاتجاه ، وعند آخرين يعرفون ( بالمداخلة ) نسبة إلى الشيخ ربيع نفسه الذي انفرد بقيادة هذا الحزب بعد موت شيخه ، وعلى كل حال ، فإن هذه الأسماء لا تقدَّم ولا تؤخِّر وسأعرض عن هذه التسميات لأنهم لا يحبونها كما أن الشرع لا يجيز أن ينسب الرجل إلى ما يتبرأ من النسب إليه ، [الشيخ ربيع – عفا الله عنا وعنه – لا يتورع عن نسبة مخالفيه إلى من لا يرضون الانتساب إليه فهو مثلاً يسمي غيره بالقطبيين نسبة إلى سيد قطب وأخيه محمد ، وآخرين بالسروريين نسبة إلى محمد سرور زين العابدين] ولكني ذكرته لمجرد البيان والتعريف.

أما هم يسمون أنفسهم بالسلفيين ويخرجون كل المخالفين لهم من أو لشيخهم ربيع المدخلي من مسمى السلفية.
ومن صفات الشيخ ربيع أنه يتكلم بسرعة ، وفيه عجلة ملحوظة ، ويجمع بين المتناقضات ، فلا يطَّرد على منهج ، فبينما تراه يتمسك بآرائه ولا يكاد يتراجع عنها مهما بينت له من أدلة ، فهو يتقلب في آرائه حسب الأحوال ، وكثير من مواقفه مبينة على ردود الأفعال . [انظر فصل : ( تناقضات الشيخ ربيع )]

والشيخ ربيع معروف بسرعة الانفعال والغضب ، لدرجة أنه يخرج عن طوره لأدنى سبب ، حتى إنه لا يدري أحياناً ما يخرج من رأسه ، وما يتلفظ به لسانه ، وتكاد تسيطر على تفكيره عقدة المؤامرة ، ويفسر تكرر الأشياء بأنها عن تنظيم وتخطيط لأنه يتوهم أشياء لا حقيقة لها فيبني على تلك الأوهام تحليلات عجيبة ونتائجَ خطيرة .

 

فتنة الشيخ ربيع وأتباعه لم تحدث في تاريخ الإسلام

إن هذه الفتنة – أعني فتنة تسلط الشيخ ربيع على إخوانه من أهل السنة – لم تحدث فيما أعلم خلال التاريخ الإسلامي كله ، حيث إن أكثر الخصومات تحدث بين أهل السنة من جهة ، والمبتدعة من جهة أخرى . أما أن يبدع أهل السنة بعضهم بعضا فهذا أمر لم يحدث بمثل هذه الكيفية .
وإذا كان الشيخ ربيع لا يمثل ظاهرة تستحق الدراسة عند البعض فإن أتباعه اليوم يشكلون خطراً واتجاهاً يستحق ذلك .
يقول الشيخ بكر أبو زيد في ( تصنيف الناس ص 40 ) : ( وهذا الانشقاق في صف أهل السنة لأول مرة حسبما نعلم يوجد في المنتسبين إليهم ) .
وصدق الشيخ بكر فإن هذه الفتنة ذات طابع جديد حيث لم يعلم أن أحداً من أهل السنة تسلط على إخوانه بهذا الأسلوب مثل ما فعل الشيخ ربيع وأتباعه .


كلمة للظالم والمظلوم

إني أحتسب كتابي هذا عند الله عز وجل لقوله صلى الله عليه وسلم ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) . [رواه البخاري ( أنظر الفتح 5/98 )]

أما المظلوم فأكتب له دفاعاً عن دينه وعرضه وتخفيفاً لمصابه وألمه فإن كثيراً ممن نالهم بغي وظلم من هؤلاء القوم رأيتهم متأثرين إلى حد كبير ولا ملامة عليهم فإن الظلم والبغي يورثان هماً وحزناً وكمداً في القلب .
قال الشيخ بكر أبو زيد في ( التصنيف ص 25 ) : ( كم أورثت هذه التهم الباطلة من أذى للمكلوم بها من خفقة في الصدر ، ودمعة في العين ، وزفرات تظلم يرتجف منها بين يدي ربه في جوف الليل ، لهجاً يكشفها ، ماداً يديه إلى مغيث المظلومين كاسر الظالمين . والظالم لم يغط في نومه ، وسهام المظلومين تتقاذفه من كل جانب عسى أن تصب منه مقتلاً ، فيا الله ما أعظم الفرق بين من نام وأعين الناس ساهرة تدعو له ، وبين من نام وأعين الناس ساهرة تدعوا عليه )
قلت : كثير ممن وقع الشيخ ربيع وأتباعه في عرضهم ، و سلكوهم في عداد المبتدعة هم والله من خيار أهل السنة ، وألسِنة أهل السنة تلهج بالدعاء لهم ، أما الشيخ ربيع وأتباعه فما أكثر الداعين عليهم من أهل السنة والموحدين بأن يكف الله شرهم عن الصالحين و ( المؤمنون شهود الله في الأرض ) . [رواه ابن ماجه ( انظر صحيح سنن ابن ماجه 1/249 رقم 1211 للألباني]

و على كل حال فإنه يجب على كل من ظُلم في هذه الفتنة أن يعلم أن هذا من الابتلاء في الدين فعليه الصبر والاحتساب ، وإن عفى عمن ظلمه فإن له العلو في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى ، وإن أبى إلا أخذ حقه فإن الله جل ذكره يقول : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) [سورة النساء آية 148]

ويقول ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) [سورة الشورى آية 39]

ويقول ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) [سورة الشورى آية 41]

وأما الظالم فإننا نذكره بمغبة الظلم وأنه ظلمات يوم القيامة ، وأن من واجب الأخوة الإسلامية نصرة الظالم ، قال الشيخ بكر أبو زيد في معنى نصرة الأخ المسلم ظالماً كما في ( التصنيف ص 18 ) : ( … نُصْرَتُهُ ظالماً الأخذ على يده ، وإبداء النصح له ، وإرشاده وتخليصه من بناء الأحكام على الظنون والأوهام ‘ وإعمال اليقين مكان الظن ، والبينة محل الوسوسة ، والصمت عن القذف بالباطل والإثم ، ومبدأ حسن النية بدل سوء الظن والطوية ، وتحذيره من نقمة الله وسخطه ) .


من هم أبرز خصوم الشيخ ربيع

يلاحظ أن الشيخ ربيعاً توجهت ردوده على بعض المشهورين من أهل السنة ممن لهم جهد عظيم وجهاد ماض ، وهؤلاء المردود عليهم والمحذر منهم لهم فضل ظاهر في تعليم الناس الخير ونشر السنن وإماتة الأهواء البدع ، كما أنهم لقوا قبولاً حسناً لدى كثير من أهل الصحوة وطلاب العلم ، ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) . [سورة الجمعة آية 4]

ومن المعلوم بداهة أن من كثر إنتاجه فقد سهل على المتصدين عدُّ أخطائه ، وهؤلاء الذين يخصهم الشيخ ربيع بردوده و بكثرة التحذير منهم ، لهم إنتاج كثير ، مقروء و مسموع فلا بد من وجود بعض الأخطاء لديهم لأنهم ليسوا معصومين ، فهل وقوعهم في بعض الأخطاء يسوغ للشيخ ربيع أن يعاملهم معاملة المبتدعة ، ويجعلهم أخطر الناس على الإسلام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنة : ( إن الجاهل بمنزلة الذباب الذي لا يقع إلا على العقير (الجريح) ولا يقع على الصحيح ، والعاقل يزن الأمور جميعاً هذا وهذا ) . [منهاج السنة ( 6/150 )]


أصناف الخائضين في هذه الفتنة

لاشك أن الذين ركبوا موجة التصنيف والتسلط على أهل السنة هم أصناف مختلفة لكنهم مع اختلاف أهدافهم فقد توحدت كلمتهم في التسلط على طائفة من المظلومين من أهل السنة ومن هذه الأصناف :-
1- الحسدة : وهم طائفة وجهت سهام الطعن والتنفير والتبديع لمشاهير من أهل السنة تميزوا بالقبول لدى عامة المسلمين .
والحسد قديم حتى بين العلماء فكيف إذا كان القلب مشوباً بالهوى أعاذنا الله من ذلك .
2- العقدة : وهم طائفة من العقدة الذين ليس لهم أي دور يذكر في الدعوة إلى الله أو التعليم أو الجهاد لكنها محسوبة على أهل الخير ، لما رأت هذه الفتنة ركبتها سداً للفراغ من جهة ، وحتى لا يُقال عنهم إنهم لا دور لهم من جهة أخرى ، فصاروا يقولون : دورنا هو التحذير من أهل البدع ومن الحزبيين ……… إلخ .
3- أصحاب المطامع الدنيوية : وهم طائفة من أصحاب المصالح الذين استغلوا هذه الفتنة لنيل شهواتهم وتحقيق مآربهم والله حسيبهم وهو القائل ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وبطل ما كانوا يعملون ). [سورة هود آية 15]

4- المقلدون والأتباع : وهم أكثر هذه الأصناف ، ولا تعجب إذا علمت أن أكثرهم من الأعراب وقليلي التعليم والثقافة ، وربما كان بعضهم من الأميين .
وهؤلاء لم يتعلم أكثرهم الحد الأدنى من العلوم الضرورية ، وإن كانوا يحسنون الحديث عن أهمية التوحيد وهم
يجهلون كثير من أصوله .
5- الخصماء : وهم طائفة حاولت أن تستغل هذا الهجوم لتصفية حسابات قديمة مع بعض المفترى عليهم والمظلومين كمن له خصومة شخصية .
6- العلمانيون والمبتدعة : وهم طائفة رأوا أن هؤلاء المتسلطين قدروا على ما لم يقدروا هم عليه ، وحققوا ما عجزوا هم عن تحقيقه ، فسارع هؤلاء إلى الطعن في الصالحين ، وربما وجدوا تشجيعاً من المتسلطين من أهل السنة لا سيما وهم يسمعونهم يصفون إخوانهم في العقيدة بأنهم أشد خطراً من اليهود والنصارى ، وإلى الله المشتكى .
7- المخدوعون : وهم طائفة تعتبر أقل هذه الأصناف ، وهم بعض المغرر بهم من أهل النوايا الطيبة وحب العلم الشرعي والغيرة على السنة ، وثقوا ببعض قادة هذا الاتجاه النكد فصاروا يسيئون الظن بإخوانهم المعتدى عليهم وقد يصدقون بعض ما يقال وينقل من الزور الكذب .
8- الخائفون : وهم طائفة لجأت إلى ركوب موجة الظلم والتصنيف لأنها عاشت نوعاً من الإرهاب ، فصار كل واحد من هذه الطائفة يخاف على نفسه من هؤلاء المتسلطين ، وظن أنه لن يدرأ عن نفسه التصنيف إلا إذا أرضى القوم ببعض الكلمات أو المواقف .
9- أصحاب الفتن : وهم طائفة اغتنمت هذه الفتنة لتصحيح تصورات سابقة أُخذت عنهم بسبب دخولهم في بعض الفتن وسبب وجود سوابق يقلقهم ذكرها ، فهم يحاولون جاهدين أن يمسحوا العورة القديمة وأن يستبدلوا بها صورة جديدة تنطبع من خلال ركوب فتنة الهجوم على بعض أهل السنة .
وعلى كل حال فإن هذه الأصناف لا يخلو أكثر المنتمين إليها من الهوى ، وإلا فإن التقي تزجه تقواه عن كل ما يوقعه في الإثم والبغي .
ولا يفوتني أن أذكر بعد الصالحين وطلبة العلم ربما وافق هؤلاء – أعني الشيخ ربيعاً وطائفته – في بعض المواقف اليسيرة أو في بعض الأفكار ، ولكنه ينكر على الشيخ ربيع ظلمه وتسلطه فهؤلاء لا ُيحسبون على هذه الطائفة ولا يحشرون مع هؤلاء القوم .


اعتداد الشيخ ربيع بنفسه وتزكيته لشخصه وغلو أتباعه فيه

من خلال كتابات وكلام الشيخ ربيع يظهر أنه يرى لنفسه مكانة كبيرة جعلته يظن أن الذي يخطئ عليه فإنما هو مخطئ في حق السلفية ، والذي يرد عليه فهو يرد على أهل السنة والجماعة ، ومعنى هذا أنه ممثل أهل السنة والجماعة وهذا بلسان الحال الواضح .

يقول الشيخ ربيع في ( الحد الفاصل ص6 ) عن الشيخ بكر أبو زيد ( …… بل وجه لأهل السنة هذه القذيفة الثالثة – أي الخطاب الذهبي – التي هي أكبر من أختيها ، قد يقول بعض الناس إنها موجهة إلى شخص واحد ، فما دخل أهل السنة فيها . وأقول : اسألوا أهل السنة المحضة وهم كثير في هذه البلاد وفي الشام واليمن والهند وباكستان وغيرها من البلدان ، هل هذه قذيفة ضدهم وضد عقيدتهم ومنهجهم ؟ أو هي لنصرتهم ونصرة عقيدتهم ومنهجهم وشد لأزرهم …… ) .
قلت : هذه التي سماها الشيخ ربيع قذيفة ثالثة إنما هي نصيحة خاصة له من الشيخ بكر أبو زيد فما دخل أهل السنة في ذلك لو لا أن الشيخ ربيعاً يرى أن من طعن فيه فقد طعن في السلفية ، ومن وجه ضده قذيفة فقد وجه قذيفة في وجه السلفية .
ويرى الشيخ ربيع أنه مرجع للشباب السلفي يسألونه عما يحتارون فيه ، ومن ذلك أنهم احتاروا في أمر الشيخ بكر أبو زيد وكتاباته يقول في ( الحد الفاصل ص 8 ) : ( ولما كان لكتاب – التصنيف – ولهذا – الخطاب – من الآثار الخطيرة على الشباب في بلدان كثيرة كالملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية وقطر والجزائر وغيرها من البلدان التي شغلتني وشغلت غيري بالاتصالات والشكاوي المرة …… ) .

ويقول الشيخ ربيع عن كتابه ( أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ) كما في ( الحد الفاصل ص 12 ) : ( وفرح بهذا الكتاب المبارك كل سلفي صادق في الشرق والغرب …… ) .
قلت : لا أدري ما مصير الذين لم يفرحوا بهذا الكتاب وقد أخرجهم الشيخ ربيع من السلفية بقوله ( وفرح بهذا الكتاب المبارك كل سلفي ) وعلى سبيل المثال هل فرح بهذا الكتاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، فإن كانوا قد فرحوا فأين الدليل على هذا الفرح ، وإن لم يفرحوا فلا مناص من إخراجهم من مفهوم السلفية الخاص بالشيخ ربيع هداه الله .
ثم يقال للشيخ ربيع : هل يليق بك أن تصف كتابك أنه مبارك أم أن اللائق بك هو ترك مثل هذه الأشياء للعلماء وطلاب العلم ليحكموا عليه ، وقد حكم الشيخ بكر أبو زيد على هذا الكتاب كما في ( الخطاب الذهبي ص 5 ) فيقول : ( نظرت فوجدت هذا الكتاب يفتقد أصول البحث العلمي ، الحيدة العلمية ، منهج النقد ، أمانة النقل والعلم ، عدم هضم الحق ، أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ، ورصانة العرض : فلا تمت إلى الكتاب بهاجس ) .

وقال حفظه الله في ( ص 15 ) من الخطاب الذهبي ( وفي الختام فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب – أضواء إسلامية – وإنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء وتشذيبهم و الحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم ).
قلت : و لذلك قام الشيخ ربيع بتصنيف الشيخ بكرٍ في ضفة أنصار البدع – كما سيأتي – لأنه لم يفرح بكتابه المبارك ! كما فرح به كل سلفي صادق في الشرق والغرب – على حد تعبيره –
ويقول الشيخ ربيع في كتابه ( النصر العزيز على الرد الوجيز ص 103 ) : ونحن والله الذين ندافع بصدق وإخلاص عن علماء الإسلام قديماً وحديثاً )
قلت : هل يجوز أن يصف المسلم نفسه بأنه مخلص وصادق ، والله عز وجل يقول ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) .

ومما يدل على أن الشيخ ربيعاً يعد الكلام عنه كلاماً على أهل السنة بلا شك ، وأن من انتقد أصوله فقد انتقد أصول أهل السنة قوله معلقاً على الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق لما قال : ( فكان أن وضع – أي ربيع – مجموعة من الأصول الفاسدة التي يكفي بعضها لهدم الإسلام ) ، فعلق الشيخ ربيع كما في ( النصر العزيز ص 68 حاشية 1 ) : هذه جملة عنيفة عن أصول أهل السنة والجماعة ما سمع أهل السنة بأهول منها !! . وعندما نقل الشيخ ربيع عن صاحب المعيار قوله ( فلا أدري كيف يمنح باحث درجة العالمية العالية الدكتوراه في علوم الحديث وهو عاجز عن استخراج ترجمة رواة الميزان ) قال الشيخ ربيع كما في ( بيان فساد المعيار ص 145 ) راداً عليه : ( من أي دين ونحلة استقيت مثل هذه الأحكام ، إذا لم يجد باحث ناجح ترجمة واحدة لا يستحق درجة العلمية العالية – الدكتوراه – مهما بلغ عمله من الإتقان والنضج ) .
قلت : هل يعني الشيخ ربيع نفسه حين قال : ( باحث ناجح ) وبقوله : ( مهما بلغ عمله من الإتقان والنضج ) ؟! .

ويقول مادحاً نفسه في كتابه ( بيان فساد المعيار ص 27 ) ( … رأيت أخطائي التي قد صححت معظمها قليلة جداً يصدق عليها – كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه - !!! ) وقال عن تحقيقه لكتاب النكت للحافظ بن حجر كما في ( بيان فساد المعيار ص 144 ) ( … أقول : إن كتاب النكت قد خدم خدمة علمية رائعة أثلجت صدور العلماء وطلاب العلم ) . وقال في ( الحد الفاصل ص 40 ) : ( نحن نعمل جاهدين لتصفية الإسلام من الأخلاط الفاسدة …… ) أ رأيت كيف يمدح الشيخ ربيع نفسه !!! .

ويصف الشيخ ربيع كتاباته بكلام لا يليق أبداً بعاقل فضلاً عن عالم أو طالب علم أن بصف به نفسه حيث قال في ( الحد الفاصل ص 35 ) ( أما سمو الأسلوب ، ورصانة العرض ، فسلوا العقلاء المنصفين عنهما قي كتاباتي ، وأحمد الله أن كتاباتي محببة عند أهل الحق جميعاً ، تسر المؤمنين وتغيظ المبطلين ، وتمتاز والحمد لله بجودة العرض ، وقوته ، ورصانته ، وقوة الحجة والبرهان ، بعيدة عن التشدق والتقعر ورص الألفاظ الغريبة والوحشية التي يظنها الجهلاء أنها بلاغة وهي عي وفهامة )
قلت : وفي كلامه تعريض بالشيخ بكر أبو زيد الذي اشتهرت كتاباته بعلو الكعب لا سيما في العرض واختيار الألفاظ .

ولعل من أسباب هذا الغرور عند الشيخ ربيع ما يحصل من تعظيمه و إجلاله من قبل أتباعه الجهلة ومن أمثلة ذلك قول ناشر كتاب ( الحجة البيضاء في حماية السنة الغراء من زلات أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء ) . قال عن الشيخ ربيع كما في الغلاف من الخلف ( … فهو بقية السلف المجاهد الذاب عن السنة والفاضح للبدعة ) . وقال عنه محمد بن هادي المدخلي في مقدمة ( سل السيوف والأسنة ) لثقيل بن صليفيق القاسمي ( صفحة ذ ) ما رأيت مثله غيرة وحرقة على السنة والعقيدة السلفية في هذا العصر وليس هذا مبالغة ، فمن عرف الشيخ عرف صدق ما أقول ، وهو من الدافعين في زماننا هذا عن نهج السلف الصالح ليلاً نهاراً وسراً وجهراً من غير أن تأخذه في الله لومة لائم … )
قلت لا أدري أين جهود العلماء الأجلاء كالشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين والشيخ حمود التويجري والشيخ بكر أبو زيد الذين ذبوا عن السنة وزجروا أهل البدعة بمقالاتهم وكتاباتهم ، أما الشيخ ربيع فمن هم أبرز ضحاياه ؟ هل هم الرافضة والصوفية ؟ أم طلبة العلم والدعاة السلفيون ؟

 

مفهوم السلفية عند الشيخ ربيع المدخلي

إن الذي يقرأ ويسمع للشيخ ربيع يدرك جيداً أنه يحصر السلفية في نفسه ومن يوافقه على بعض الآراء التي جعلها معقداً للولاء والبراء ، وفاصلاً بين أهل السنة وأهل البدعة ، وبنى هداه الله على ذلك إخراج كثير من مخالفيه من السلفية ، ومهما حاول الشيخ ربيع أن يبعد عن نفسه فإن واقعه شاهد على ذلك . علماً أنه قد يغتر بعض قليلي الفهم بطريقة ربيع حيث إنه يكثر النقل أحياناً عن السلف الصالح ولكن المشكلة إنما هي في فهمه لما ينقل وتنزيله للمنقول على الواقع المعاصر .

فالشيخ ربيع هداه الله يصف المخالف له وبلا تردد بأنه من أهل البدع ، ومن الأمثلة على ذلك وصفه للشيخ بكر أبو زيد بأنه في ضفة أنصار البدع لأنه خالفه في الموقف من سيد قطب رحمه الله ، ومثل هذا كثير في كتابه ( الحد الفاصل بين الحق والباطل ، حوار مع الشيخ بكر أبو زيد في عقيدة سيد قطب وفكره ) . والشيخ بكر معروف لدى الجميع ولله الحمد بأنه سلفي لا يشك في هذا أحد فكيف يوصف بأنه من أنصار البدع ؟! . قال الشيخ ربيع في الحد الفاصل ( ص 7 ) عن الشيخ بكر أبو زيد ( شأن كل مناصر للباطل مدافع عنه ) وقال ( ص 34 ) مخاطباً الشيخ بكراً يقوله : ( بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وهو الذب والدفاع عن الباطل وأهله بحرقة وعنف ) .

والخلاصة : أن الشيخ ربيعاً على جانب من السلفية و يدافع عنها لكنه مع الأسف الشديد لم يفهم السلفية جيداً ، فهو سلفي في كثير من المسائل ومخالف للسلفية في بعضها ، لا سيما في سلوك وأخلاق السلف الصالح مع مخالفيهم سيظهر لك أخي القارئ خلط الشيخ ربيع في بغض المسائل مما يخالف هو فيها سلف الأمة رحمهم الله .
ويجب أن يعلم الشيخ ربيع أن السلفية منهج متكامل في العقيدة والفقه والسلوك والأخلاق والدعوة ، وأنه لا يجوز بحال أن تستخدم الطريقة الانتقائية في النهج السلفي . ومع ذلك فمن خالف في بعض الأشياء التي لها مسوغ أو تأويل فإنه لا ينبغي الاستعجال في الحكم عليه بأنه ليس سلفياً ، ولو طبقنا هذا الأمر على الشيخ ربيع نفسه لما بقي في عداد السلفيين و لكن الله يحب العدل .

ولا ننس هنا أن نقول : إن الشيخ ربيعاً يُدخل في سلفيته بعض العلماء الذين لا يسعه أبداً إلا إدخالهم ، مثل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني وهؤلاء العلماء الأجلاء يعلم الشيخ ربيع جيداً أنهم لا يوافقونه في كثير من الأمور كالموقف من الجماعات الإسلامية والموقف من سيد قطب وكتبه ، كما أهم لا يوافقونه على ظلمه وتسلطه ، ولكنه مضطر إلى إدخالهم في سلفيته .


بين سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله - والشيخ ربيع المدخلي

لا شك أن أهل السنة جميعاً يعلمون قدر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى - ، وما له من مكانة عظيمة وقبول منقطع النظير لدى عامة المسلمين وخاصتهم ، وسماحة الشيخ يستحق هذا وأكثر فهو إما أهل السنة – بحق – في هذا العصر . ولاشك أيضاً أن من أبرز صفات الشيخ عبد العزيز التي أكسبته هذه المكانة اعتداله وتوسطه في تعامله مع كافة الناس الموافقين له والمخالفين .

والشيخ ربيع المدخلي يخالف الشيخ عبد العزيز في مواقفه المعروفة من كثير من المخالفين له فهو يبدع كثيرين ممن يعدهم الشيخ ابن باز من خيار أهل السنة ، ولكن الشيخ ربيعاً يحاول دائماً أن يظهر نفسه في مظهر الموافقة لسماحة الشيخ ابن باز وأنه لا يخالفه فيما يسميه بالموقف من أهل البدع .

ولما كان واقع الشيخ ربيع يكذب ادعاءه ، فقد ظهر من خلال بعض كتابات الشيخ ربيع ومقالاته تناقضات واضحات تؤكد ما ذكرته من أن واقعه يكذب ادعاءه ، وهي كافيه لأن يراجع الشيخ ربيع منهجه ومواقفه . ومن ذلك : كتابه ( أهل الحديث هم الطائفة المنصورة ص 91 ) : ( …… وفيهم الشيخ العلامة المجاهد اليقظ والمتابع لأحوال المسلمين في أقطار الدنيا كلها حتى ليُعتقد فيه أنه لو كانت في المريخ حركة إسلامية لكان وراءها ألا وهو الشيخ ابن باز ) يقول الشيخ ربيع في ( النصر العزيز ص 170 ) : ( إن الشيخ ابن باز سلفي ، وإمام في السلفية ، وموقفه من البدع وأهلها موقف سلفي ، وموقفه من تفرق الأمة وتحزبها سلفي ) .

ثم قال : ( فإن حصل منه لين موقف من جماعة التبليغ فإن لذلك أسبابه ، من ذلك ما أشار إليه الشيخ حفظه الله بقوله ( والناس فيهم بين وقادح ومادح ) ومعروف مكر أهل البدع ومنهم جماعة التبليغ فقد جندوا من يخدمهم عند الشيخ ابن باز ممن يلبس لباس السلفية فيطنب في مدحهم ويسهل لجماعتهم و وفودهم الدخول على الشيخ ابن باز ، فتتظاهر هذه الجماعات والوفود من مشارق الأرض ومغاربها بالسلفية فيصورون له أعمال سلفية عظيمة ، ويبالغون فيها وينفخون فيها بكل ما أوتوا من خيالات كاذبة … إلخ )
قلت : على هذا الكلام مآخذ :

1- انظر كيف يجهل الشيخ ربيع سماحة الشيخ ابن باز في معرفته بواقع جماعة التبليغ علماً بأن جماعة التبليغ من جماعات الكرة الأرضية ، وهم لا يسكنون المريخ ! فأين ذهب اعتقاده السابق بأن الشيخ ابن باز يعرف واقع الحركات الإسلامية حتى لو كانت في المريخ …… إلخ ذلك الغلو .
2- يقول الشيخ ربيع عن الشيخ ابن باز : ( إن الشيخ ابن باز سلفي … إلخ )
قلت : هل يشك أحد من أهل السنة في سلفية ابن باز حتى يقرر هذا الشيخ ربيع ، ثم كيف يليق بالشيخ ربيع أن يجعل نفسه في موضع المزكي للشيخ ابن باز ، وهذا يؤكد ما ذكرناه في فصل : اعتداد الشيخ ربيع بنفسه .
3- يقول في ( النصر العزيز ص 171 ) : ( فلا يجوز لأي سلفي عرف حقيقتهم - يعني جماعة التبليغ – أن يخوض هذه المعركة محامياً عن أهل البدع مخاصماً أهل السنة بل يجب عليهم رد رأي الشيخ – يعني ابن باز – والسير على سنة رسول الله ومنهج السلف ألا وهو التحذير من أهل البدع ) .

ويزعم الشيخ ربيع أن الشيخ ابن باز يوافقه على هذه المواقف العجيبة من بعض علماء ودعاة أهل السنة ويستخدم في ذلك الظن بل الوهم حيث يعرض عن كلام الشيخ بن باز الصريح والمتكرر في الثناء على جماعة التبليغ ، وقد اطلع الشيخ ربيع على هذا الكلام الصريح لأنه رد على كتاب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق ( الرد الوجيز ) وقد ذكر فيه الشيخ عبد الرحمن فتاوى الشيخ ابن باز حول جماعة التبليغ ، ويستبدل الشيخ ربيع بهذا الكلام الصريح الوهم الذي عبر عنه بقوله كما في ( النصر العزيز ص 171 ) : ( قد أفتى الشيخ ابن باز فيما أعلم مع اللجنة الدائمة بتبديع جماعة التبليغ ، وهذا هو الحق ، فإن غيَّر رأيه فنقول لسماحته : رأيك في الجماعة أحب إلينا من رأيك في الفرقة !! )
قلت : هذا ادعاء على الشيخ ابن باز وعلى اللجنة من الشيخ ربيع و عليه البينة . وليس المقام هنا للدفاع عن جماعة التبليغ أو بيان حقيقتهم ، و إنما المراد بيان كذب الشيخ ربيع وافترائه على الشيخ ابن باز واللجنة الدائمة.
ومن أساليب الشيخ ربيع في إضفاء رضى العلماء على مواقفه الجاهلة ضد إخوانه من أهل السنة ما ذكره في كتابه ( الحد الفاصل ) حيث يقول : ( إني أرسلت الكتاب المذكور – يعني أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره – إلى عدد من العلماء ، ومنهم شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين ، والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني … ).
قلت : لماذا لم يبين الشيخ ربيع موقف هؤلاء العلماء من هذا الكتاب ؟! ومن بين أيدينا طبعتا الكتاب الأولى والثانية ، ولم نر فيهما تزكية ولا ثناء من هؤلاء العلماء لهذا الكتاب ، وينبغي أن يعلم أن سكوت العلماء على هذا الكتاب لا يعني رضاهم به و لا إقرارهم له ، بل إن فتاوي بعضهم تؤكد ثنائهم على سيد قطب فهم بين عام لم يقرأه ، و آخر يرى الرد عليه قد يثير فتنة والسكوت أولى ، و ثالث خشي على نفسه من أذى يصيبه و ربما رابع رأى أن ليس لكتابه قيمة و أن الرد عليه قد يشهره و خامس رد عليه بما لا يرضيه

الشيخ ربيع يتهم العلماء الذين يجيزون الدخول في البرلمانات بالمكابرة وهو يعلم أن الشيخ ابن باز يجيز ذلك . حيث يقول في كتابه ( جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات ص 28 ) معلقاً على كلام الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق حول مشروعية المشاركة في المجالس التشريعية ( البرلمانات ) : ( أقول : لا يعرف ضلال أو باطل يحمل مثل هذه المفاسد ومنها فساد المشاركين فيه من السياسيين الذين يحسبون أنفسهم على الإسلام أن يبيح عملاً ينطوي على مائة وخمسين مفسدة ولا أظن باطلاً على وجه الأرض ينطوي على هذا الكم الهائل من المفاسد ، ولا نعرف مكابراً مثل مكابرة من يجيز هذا العمل بعد علمه بهذه المفاسد )
و هنا أقول للشيخ ربيع أمامك أمران اختر إحداهما : إما أن تقول : إن الشيخ عبد العزيز أفتى بجواز ذلك وهو لا يعلم المفاسد التي ذكرت – وهذا اتهام للشيخ بأنه يفتي بدون علم بواقع ما يفتي فيه – أو أن تقول : إنه كان يعلم هذه المفاسد ، فكيف نفهم قولك : ( ولا نعرف مكابراً مثل مكابرة من يجيز هذا العمل بعد علمه بهذه المفاسد ) ؟!
فإن قيل كيف علمت أن الشيخ ربيعاً يعلم بأن الشيخ ابن باز يجيز ذلك ؟
فأقول : ذُكر له ذلك في أشرطة المخيم الربيعي بالكويت فقال : ( يلبِّسون على الشيخ ابن باز ما يعرف الحقيقة ، الشيخ ابن باز هم يلبسون عليه … يصيغون السؤال بطريقة تجبر الشيخ أنه يوافقهم )
قلت إن سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – آتاه الله من حلم وسعة صدر لا زال يحسن الظن بالشيخ ربيع و يناصحه لعله يكف وينتهي عن هذا الظلم والبغي حيث كتب إلى الشيخ ابن باز مجموعةٌ من الأئمة وطلبة العلم وأساتذة وخريجي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت ، كتبوا إلى الشيخ ابن باز يشتكون من ظلم الشيخ ربيع للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق و لتلاميذه و لأكثر السلفيين في الكويت . فرد الشيخ ابن باز عليهم برد جاء فيه : ( وأما الشيخ ربيع فسأكتب إليه وأنصحه إن شاء الله … ) فتوى رقم 1928 / بتاريخ 11/9/1416 هـ .

ومن مفارقات الشيخ ربيع لسماحة الشيخ ابن باز أنه يصف مثلاً الشيخ سلمان العودة بأنه في أول مراح طلب العلم مع اتهامه له بالشذوذ والتهور والجرأة حيث يقول في كتابة ( أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ص 131 ) : ( فمن أعظم أنواع الشذوذ والتهور والجرأة أن يعمد طالب في أوائل مراحل الطلب فيرفع عقيرته بتفسير جديد يشذ به عن الأمة ، و يصاول به الأئمة ثم يهون من شأن هذا الشغب ويسميه اجتهاداً فيا لله العجب ).

بينما نجد الشيخ ابن باز يصف الشيخ سلمان العودة بالعلامة وثني عليه في تقديمه لكتابة : العزلة والخلطة . أفلا يسعك يا ربيع ما وسع الشيخ ابن باز ؟!
ثم إن على كلام الشيخ ربيع من المآخذ ما يلي :-
-هل يصح أن يسمي اجتهاد الشيخ سلمان حينما جعل الطائفة المنصورة أخص من الفرقة الناجية بأنه من أعظم أنواع الشذوذ والتهور والجرأة ، علماً بأن الشيخ ربيعاً أوهم بتهويله في هذه المسألة أشياء لم يردها الشيخ سلمان ولا خطرت له على بال فغاية ما أراده الشيخ سلمان إنما هو إطلاق الطائفة المنصورة على بعض أفراد الفرقة الناجية لأن لهم من الصفات ما يميزهم عن سائر الفرقة الناجية وهذا ليس تفريقاً على الإطلاق كما حاول الشيخ ربيع أن يهول به على الشيخ سلمان ، وقد أكد ذلك الشيخ الألباني كما في (السلسلة الصحيحة ج 1 ص 932 ) ومال إلى ما ذهب إليه الشيخ سلمان فقال حفظه الله : ( وأما ما أثاره هذه الأيام أحد إخواننا الدعاة من التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية فهو رأي لا أراه بعيداً عن الصواب……ولكني مع ذلك لا أرى كبير فائدة من الأخذ والرد في هذه القضية حرصاً على الدعوة و وحدة الكلمة ) ثم هل من الأدب في الخلاف أن يقال لمن اجتهد في مسألة ليست من أصول الدين وليس فيها نص مانع عن المعصوم ، أن يقال عنه ما قاله الشيخ ربيع هنا أنه ( من أعظم أنواع الشذوذ والتهور والجرأة ) يالها من جرأة !


موقف الشيخ ربيع من أتباع المذاهب الأربعة

لم يكتف الشيخ ربيع بخصومة الأشخاص – من إخوانه السلفيين – بل صار يقع في أتباع المذاهب الأربعة الذين هم سواد أهل السنة . ولا أظن أحداً من علماء أهل السنة يرضى بما سطرته يدا الشيخ ربيع حين قال في كتابه ( أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ص 50 ) : ( فهناك أتباع المذهب الزيدي و عوامهم ، وأتباع المذهب الإباضي و عامتهم ، فإن كثير منهم أقرب إلى الفطرة والتوحيد من كثير من أتباع المذاهب الأربعة و عوامهم ، وأبعد عن الشرك والخرافات و القبورية والصوفية من عامة أصحاب المذاهب الأربعة ) .
قلت : يا ترى ماذا سيحدث لو قرأ الشيخ ربيع هذا الكلام مسطراً لغيره ، فضلاً عن أحد من خصومه ، وعلى كلامه من المآخذ ما يلي :

1- أثنى على المبتدعة بما ليس فيهم ، وفضلهم على المذاهب الأربعة السنية ، فجعل كثيراً من الإباضية والزيدية خيراً من كثير من أتباع المذاهب الأربعة ، وهذه مغالطة ومجازفة لا أدري ما الداعي إليها ، ثم إن الشيخ ربيعاً يشن حملة شعواء ضد من يظنهم هو أنهم من المبتدعة فإنه به يمدح المبتدعة الخُلَّص ويثني عليهم .

2- ضلَّل الشيخ ربيع وبدَّع كثيراً من المسلمين بكلامه هذا ونسبهم إلى الشرك والخرافة والقبورية والصوفية ، ومعلوم أن أتباع المذاهب الأربعة هم أكثر المسلمين . وهذا التضليل والتبديع لا يعرف له نظير عن أحد من علماء أهل السنة ، فأين علماء أهل السنة عن هذا الكلام ، وإني أدعو علماء أهل السنة من أتباع المذاهب الأربعة إلى رد هذا البغي ودفع هذا الصيال ، مع إننا لا ننكر وقوع بعض أتباع المذاهب الأربعة في البدع والضلالات بل والشرك أحياناً .

3- لماذا لم يَستثن الشيخ ربيع الحنابلة على الأقل الذين ينتسب إليهم أهل هذه البلاد بعامة وعلماء نجد وعوامهم وهم على عقيدة طيبة لا سيما في مسائل توحيد العبادة والأسماء والصفات ، كما أنهم بعيدون عن البدع والخرافات . فيا ترى كيف يرضى علماء المملكة - حفظهم الله – الذين درسوا المذهب الحنبلي و نشأوا عليه بهذا التضليل الجائر ، والشيخ ربيع يعلم أن علماء المملكة لا سيما في نجْد لا يخرج أكثرهم عن تدريس المذهب الحنبلي بل والفتوى على أصوله وقواعده ، هذا و يجب على الشيخ ربيع أن يعلن توبته عن هذا التبديع والتضليل ، وأن يعتذر لا سيما للعلماء وطلاب العلم من أتباع المذاهب الأربعة .

والمشكلة أن الشيخ ربيعاً يحاول أن يحشر بعض العلماء معه في هذا الموقف الرديء من المذاهب الأربعة فقد افترى على الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حين قال الشيخ ربيع في كتابه ( جماعة واحدة ص 111) : كيف وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب قد حارب التحزب والتمذهب ، وقد قامت دعوته على الدعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله وطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ) .

هكذا يدعي أن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يحارب التمذهب . ومن المعلوم لدى صغار طلاب العلم بل لدى العوام في المملكة وغيرها أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان حنبلياً غير متعصب ، ومؤلفات الشيخ محمد رحمه الله لا سيما الفقهية إنما ألفها على أصول المذهب الحنبلي . على أني هنا لست أدعو إلى التمذهب لكن هذا شيء ودعوا أن التمذهب بإطلاق شيء ولو من غير تعصب خروج عن السلفية شيء آخر .

ويجعل الشيخ ربيع أتباع أبي حنيفة رحمه الله قرناء للصوفية والأشاعرة والماتريدية هكذا بدون قيود أو استثناء ، حيث يقول في كتابه ( أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ص 49 ) : ( والسلفيون في الشام واليمن والكويت ودول الخليج أشد الناس عناية بالكتاب والسنة ومنهج أهل الحديث ويسمون أنفسهم بالسلفيين فإذا قلت لأحدهم هل أنت سلفي ؟ قال : نعم وهش وبش لذلك لا يضره إلى أيهما نسبته وهو يعتز بإخوانه في الجزيرة وفي الهند وفي العالم كله . فإذا قيل له : هل أنت حنفي أو صوفي أو أشعري أو ماتريدي أو حزبي أو حركي ؟ غضب وتبرأ من ذلك بل تجده يحارب كل البدع ولا يغضب لشيء منها ولا يدافع عن أي شيء منها ) .

قلت : أرأيت موقف الشيخ ربيع من الحنفية وبلا استثناء ، وهل من العدل أن يحشر الحنفية مع أهل البدع والضلال بدون استثناء ، والحنفية منهم علماء سلفيون كالطحاوي وابن أبي العز وغيرهم ، وهل يجهل الشيخ ربيع أن العقيدة الطحاوية من أشهر كتب العقيدة السلفية متناً وشرحاً . ولا أدري هل يرضى السلفيون في العالم أجمع بالانتماء إلى سلفية الشيخ ربيع التي من شروطها التبرؤ من المذهب الحنفي كما في كلامه السابق . اللهم إنَّا لا نرضى بذلك ، بل إن كل سلفي بحق يجب أن يبرأ من كلام الشيخ ربيع هذا ، وعلى الشيخ ربيع أن يكف عن تشويه السلفية والسلفيون .


تدريب الشيخ ربيع أتباعه على التضليل والتبديع والتكفير بالباطل

يزعم الشيخ ربيع أنه يحارب التكفير وأهله كالخوارج ومن سار على دربهم ، ولا شك أن تكفير المسلمين بدون مكفر وبدون الضوابط الشرعية من أخطر البدع التي تجلب البلايا على المسلمين . ولكن المؤسف حقاً هو أن منهج الشيخ ربيع في التعامل مع المخالفين له من أعظم أسباب التضليل و التبديع والتكفير ، والذي يعرف أتباع الشيخ ربيع ويسمع أشرطتهم ويقرأ كتبهم يدرك ذلك جيداً . أما كتابات الشيخ ربيع فسأنقل لك منها أيها القارئ الفطن ما يؤكد لك خطورة منهجه ، ومن ذلك :

1- وصفُه جماعة الإخوان المسلمون بأوصاف مكفرة فيقول في ( جماعة واحدة ص 128 ) : ( الإخوان المسلمون الذين آمنوا بالاشتراكية والديمقراطية )

2- قوله في ( جماعة واحدة ص121 في الحاشية ) : وأهل البدع في هذا العصر مثل الإخوان المسلمون حينما اعتنقوا الاشتراكية والديمقراطية وأخوة الأديان وحرية التدين ودعوة بعضهم إلى وحدة الأديان ) .
قلت : أليس هذا تكفيراً ، فهو يصف الإخوان وبدون استثناء أو تحفظ بأنهم يؤمنون ( هكذا بإطلاق ) بالاشتراكية والديمقراطية بل واعتنقوهما وهما مذهبان كفرِيَّان .

3- ومن الأمثلة أيضاً أسلوب الشيخ ربيع حينما يتحدث عن الجماعات الإسلامية فهو يدرب قرّاءه ومحبيه على تكفير هذه الجماعات قصد أو لم يقصد . فانظر ما ذا يقول في كتابه ( جماعة واحدة ص 75 ) : ( والذي أدين الله به أنه لولا اعتراض هذه الجماعات لجهود أهل السنة حقاً وتغلغلهم في الجامعات والمدارس السلفية وتشوههم المنهج السلفي وأهله بالافتراءات والشائعات – العلام الخبيث لإطفاء نور التوحيد السنة … إلخ )
قلت : لا أدري ماذا سيفهم القارئ وماذا سيكون تصوره عن أناس يسعون في إطفاء نور التوحيد والسنة ؟ ألا يعلم الشيخ ربيع أن محاربة التوحيد كفرُ ؟ أليس هذا تكفيراً ؟!
إن الشيخ ربيع المدرّبة على التكفير لهي من أشد أسباب الفتن التي ابتلى بها بعض الأحداث الذين أطلقوا ألسنتهم بالتضليل والتبديع والتكفير ، والعجيب أن الشيخ ربيعاً يزعم أنه يحارب المنهج التكفيري ، ولكن أخشى ما أخشاه أنه لا يعرف التكفير وخطورته إلا إذا وجه إلى الأنظمة التي تحكم بالطاغوت والله أعلم بمراده .

4- ومن الأمثلة أيضاً على طريقة الشيخ ربيع في التدريب على التكفير قوله في كتابه ( جماعة واحدة ص 109 ) : ( لو كان الإمام محمد – يعني ابن عبد الوهاب – يحمل فكر عبد الرحمن – يعني ابن عبد الخالق – لما رفع راية الجهاد ضد جماعات أقرب إلى الفطرة وأصدق لهجة وأفضل أخلاقاً من الجماعات التي ينافح عنها عبد الرحمن … )
قلت : انظر أخي القارئ إلى النص بعين الإنصاف وتذكر أن الذين قاتلهم الشيخ محمد كانوا مشركين ، والشيخ ربيع يجعلهم أقرب إلى الفطرة من الجماعات الإسلامية ، وهذا بلا شك تكفير للجماعات الإسلامية بل جعلها أكفر من الذين قاتلهم الشيخ محمد ! .
ويقول الشيخ ربيع عن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق كما في ( جماعة واحدة ص 31 ) : ( لقد سلك عبد الرحمن عبد الخالق مسالك دعاة الفتن والبدع في الاستدلال على مشروعية التجمعات البدعية والمذهبية من أمثال دحلان و النبهاني و الكوثري وتلاميذهم ، ولا شك أن هذا تحليل لما حرم الله ) .
قلت : الذي لا يعرف الشيخ عبد الرحمن ويقرأ هذا الكلام هل سيشك في كفره ؟ لا أظن ذلك لأن تحليل ما حرم الله كفر بالإجماع . فهل يعي الشيخ ربيع ما يقول ؟! .

5- ومن العجائب ما ذكره الشيخ ربيع عن الشيخ بكر أبو زيد لما وصفه بأوصاف هي فيه فعدَّها الشيخ ربيع تهماً جزافاً و قال : ( ولا يرمي بالتهم جزافاً إلا إنسان فرغ قلبه من خشية الله ومراقبته وما أكثر هذه النوعيات ) انظر الحد الفاصل ص 42
قلت : هل يكون مسلم من فرغ قلبه من خشية الله ومراقبته ؟ و كيف يقال ذلك عن مسلم فضلاً عن عالم ، والله يقول : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) .

6- وصف الشيخ ربيع الجزيرة العربية والمملكة خاصة بأنها يجتاحها الإلحاد فقال في ( جماعة واحدة ص 28 ) : ( … وتسكت عن الإلحاد يجتاح جزيرة الإسلام بما فيها الحرمين الشريفين ) .
ويضلل الشيخ ربيع أبناء التوحيد في هذا العصر حيث يقول في ( الحد الفاصل ص 9 ) : ( فسبحان الله من كان يظن بل من كان يتخيل مهما اشتط به الخيال أن يصبح أبناء التوحيد حماة ومدافعين عن عقائد الجهمية والخوارج والروافض والمعتزلة والفلاسفة المتمثلة في عقائد سيد قطب ومنهجه ) .
قلت هذا الكلام يتضمن أمرين :-
الأول : تضليل أهل التوحيد بشكل سافر إن لم يكن تكفيراً لهم .
الثاني : وصف عقيدة سيد قطب بأنها مشتملة على عقائد الجهمية الذين أجمع السلف على كفرهم و الخوارج و الروافض و المعتزلة و الفلاسفة !!
هل يعلم الشيخ ربيع أن هذا تكفير لسيد قطب أو لا ؟ و إلا فما هو التكفير ؟! فليتق الله في الأمة ولا يحمل وزر أتباعه من الجهلة والمفتونين .
ويقول الشيخ ربيع عن سيد قطب كما في ( الحد الفاصل ص 122 ) : ( ما قيمة خدمته للقرآن وقد شحن كتابه الظلال بالبدع الكبرى والقديمة والحديثة و بالتحريف لآيات الصفات و بتحريف دعوات الأنبياء إلى التوحيد إلى صراع سياسي كما شحنه بتكفير الأمة بناءً على هواه وعلى منهج غلاة الخوارج ، فمن يمدح تفسيره فليمدح تفسير الخوارج و الروافض و غلاة التصوف ) .

7- قوله عن سيد قطب أيضاً كما في ( الحد الفاصل ص 121 ) : ( فما الفرق إذن بين سيد قطب الذي جمع فأوعى من البدع الكبرى ، ما لا يجمع كثير من أئمة البدع الكبرى ، وبين أئمة الإسلام والسنة … )
وقوله ( ص 19 ) بعد أن نقل كلاماً لسيد قطب : ( إن هذا لإسقاط متعمد للثقة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه هي نظرة أهل البدع والضلال من الجهمية و المعتزلة والقرآنيين )
قلت : إن كلام الشيخ ربيع هذا في تكفير سيد قطب رحمه الله إنما هو غيض من فيض ، ولكن العجب أنه يزعم أنه لم يكفره لا من قريب ولا من بعيد وقد بينت هذا آنفاً فتذكر ! )
و يقول أيضاً ( ص 52 ) : ( أقول : هل رأيتني صرحت بتكفيره – يعني سيداً – في موضع واحد من كتابيّ الذَين ناقشت فيهما سيد قطب ؟ ) .
قلت : لا أدري ما منهج الشيخ ربيع في التكفير وما معنى التكفير عنده ؟ .
إن الذي يظهر لي والعلم عند الله تعالى أن الشيخ ربيعاً لا يعرف أحكام التكفير ولا شروطه وضوابطه ، لذا تراه متناقضاً ومضطرباً . فهو يقول عن سيد قطب رحمه الله أنه باطني رافضي جهمي ، ويقول عنه أنه اجتمعت فيه بدع الثنتين والسبعين فرقة ثم يقول إني لا أكفره !!
إنه يلزمك يا شيخ ربيع أحد أمرين لا ثالث لهما :-
إما أن يكون ما ادعيته على سيد قطب من القول بوحدة الوجود والطعن في الصحابة واعتناق الاشتراكية والقول بخلق القرآن وتحريف آيات الأسماء والصفات وتحريف دعوات الأنبياء … إلخ صحيحاً ويكون سيداً قد ذهب إلى ما ذهب إليه مما نسبته إليه عن علم ، فيلزمك تكفيره صراحة ، لأن من لم يكفر من ثبت كفره عنده فهو كافر. و أما أن يكون سيدٌ قد وقع فيما نسبته إليه عن جهل أو تأويل فهنا يلزمك أن تعذره .

إني أدعو الشيخ ربيعاً دعوة صادقة أن يتقي الله في أتباعه لا سيما الجهلة منهم بأحكام التكفير فإنه لن يسلم من تبعات تضليلهم في هذه المسألة إلا أن يشاء الله تعالى .
وبهذه المناسبة فإني أحذَّر الأمة ، علماءها و رجالاتها من هذا الاتجاه التكفيري الجديد – فالتبديع بريد التكفير – والذي أخشى أن يتطور فيشكَّل جماعة تكفيرية خارجية تُبتلى بها الأمة و يصعب حين ذاك إقناعها بالحجة والدليل فتلجأ إلى العنف ، ثم السلاح ، وقانا الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .


اتهام الشيخ ربيع للنيات

 

يقول الله تعالى ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) [سورة النمل آية 65]

ويقول ( قل إنما الغيب لله ) [سورة يونس آية 20]

ولا شك أن من الغيب الذي اختص الله بعلمه ، النوايا الباطنة لأنها أمر قلبي لا يمكن للبشر معرفته . وأحياناً توجد بعض القرائن المفسرة للنوايا ، ولكنها لا تكفي للجزم بأن نية فلان من الناس كذا أو كذا ، وإن الذي تربى على الكتاب والسنة يعلم جيداً أنه لا يجوز له أن يطعن في نية أخيه المسلم لا سيما إذا كان من أهل العلم ومن دعاة الإصلاح . لكن الشيخ ربيعاً أبى إلا أن يشفي غليله بالطعن في نوايا المخالفين له ولو كانوا من السلفيين الذين لم ينازع في سلفيتهم إلا الشيخ ربيع وأتباعه وإليك بعض الأمثلة :-

- كتب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق كتيباً صغيراً موجهاً إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، أظهر فيه الشيخ عبد الرحمن تراجعه عن بعض الأمور التي ذكرها في بعض كتبه ، وقد اعتذر غي هذه الكتب اعتذاراً صريحاً عنها ، وأعلن تراجعه وندمه وأسفه . فما موقف الشيخ ربيع من هذا التراجع ؟ قال في كتابه ( جماعة واحدة ص 132 ) : ( وقد أعلن عبد الرحمن عبد الخالق تراجعه وندمه بسبب الشيخ ابن باز وضغط الواقع من حوله ، و إدراكه أن تصميمه على رأيه في هذه المسألة وغيرها سيدمره ففي ترجعه هذا نظر ! )
قلت كيف يجوّز الشيخ ربيع لنفسه أن يشك في صدق هذا التراجع ، حتى أنه سمى اعتذار الشيخ عبد الرحمن بالعذر السياسي ! فقال في الكتاب نفسه ( ص 34 ) : ( لما قبلوا عذرك السياسي )
وأقول للشيخ ربيع : هلاَّ شققت عن قلبه ، وعند الله تجتمع الخصوم .

- يتهم الشيخ ربيع كل الإسلاميين إلا أتباعه بأنهم لا يجاهدون إلا لأغراض دنيوية فيقول في كتابه ( أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ص 163 ) : ( والذي يعرف الواقع وحقائق الأمور أنه لا يجاهد لإعلاء كلمة الله ورفع راية التوحيد هنا وهنا إلا السلفيون . وأن جهاد غيرهم من حزبيين وخرافيين ما هو إلا لأغراض دنيوية من وطنية وتطلع إلى السلطة و الحكم إلى غير ذلك من الأغراض التافهة ، وأي ميزة لها اللون من الجهاد ) .
قلت إلى هذا الحد وصل الأمر بالشيخ ربيع ، وإلى هذه الدرجة بلغت جرأته في التدخل في نوايا كل المسلمين عدا من يسميهم الذين مر معك أنه يريد بهم أتباعه فقط . وماذا يقول الشيخ ربيع عن جهاد صلاح الدين الأيوبي وأمثاله ، فهو بين أحد أمرين : إما أن يقول إنهم سلفيون وترتب على هذا إدخاله كل من هم على عقيدة صلاح الدين الأيوبي في السلفية . و إما أن يبطل جهاد صلاح الدين وأتباعه .

ويطعن الشيخ ربيع في نية الأستاذ سيد قطب رحمه الله بدون حق ولا بينه فيقول في كتابه ( الحد الفاصل ص 19 ) بعد أن نقل كلاماً لسيد قطب : ( إن هذا لإسقاط متعمد للثقة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه هي نظرة أهل البدع والضلال من الجهمية والمعتزلة والقرآنيين )

وفي كتاب ( مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 188-189 حاشية 2 ) يقول : ( وحتى مظهره كحلق اللحية ، وملبسه كان يقلد فيه أعداء الإسلام ويتشبه بهم فيها ، فعلى أي أساس إسلامي اتخذوه إماماً واعتبروه مجاهداً ) .
قلت : يا رعاك الله كيف يتهم الشيخ ربيع سيداً رحمه الله بأنه يتشبه بالكفار ويقلدهم ، علماً بأن كتابات سيد إنما هي في التنفير من الكفار والتحذير منهم ومن التشبه بهم .

ويصر الشيخ ربيع على الطعن في نية سيد قطب فيقول في كتابه ( العواصم مما في سيد قطب من القواصم ص 108 ) : ( إن سيداً كان يحلق لحيته ويلبس بدلة افرنجية وكرفته ويعتز بذلك و يتعالى عن التشبه في لباسه بما يسميهم هو " رجال الدين " ) .
قلت كون سيد يحلق لحيته ويلبس بدلة افرنجية و ربما كرفته صحيح ؛ ولكن كيف عرف الشيخ ربيع أنه يعتز بذلك ! هل يعلم الغيب ؟ أم أنه الظلم والبغي والتسلط .

ويقول الشيخ ربيع في كتابه ( أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ص 76 حاشية 2 ) : ( كل من سيد قطب وأخيه يعني محمداً يحلقان لحاهما ويكشفان رأسيهما ويلبسان البدلة والكرفته على طريقة الأفرنج تقليداً وعتزازاً بهذا المظهر الأفرنجي ، و لا ينكران على غيرهما هذا وأمثاله . فبماذا يحكمان على أنفسهما ؟ وبعد جهد ومدة طويلة في الحجاز ، أرسل محمد قطب رمزاً للتحية وعمره يناهز الستين و لعله على مضض ، ولم يغير زيه )
قلت : أعوذ بالله من حب الولوغ في الأعراض واتهام النوايا بالباطل ! و انظر أخي القارئ إلى كلامه بعين الإنصاف والحظ معي ما يلي :

1- كيف ينكر الشيخ ربيع على سيد قطب وأخيه محمد كشف الرأس ؟ وأين الدليل من الكتاب أو السنة على إنكار كشف الرأس ؟.

2- لبس البدلة من المسائل التي اختلف فيها العلماء المعاصرون وكثير منهم لا يرون أن لبسها من خصائص الكفار وعلى هذا فهي جائزة عند طائفة من العلماء فلماذا ينكر الشيخ ربيع عليهما في مسألة اجتهادية . و قد جاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برقم ( 1620 ) وتاريخ 11/ 7/ 1397 هـ : ( اللباس المسمى بالبنطلون والقميص لا يختص لبسه بالكفار بل هو لباس عام في المسلمين والكافرين في كثير من البلاد و الدول و إنما تنفر النفوس من لبس ذلك في بعض البلاد لعدم الألفة و مخالفة عادة سكانها في اللباس )

3- يتهم الشيخ ربيع سيداً وأخاه محمداً اتهاماً صريحاً بأنهما يعتزان بتقليد الافرنج ، ونذكِّر الشيخ ربيع بقول الله تعالى ( ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) . [سورة الإسراء آية] ومن المعلوم أن الافتخار أمر قلبي لا يمكن معرفته إلا إذا أظهر صاحبه ما يدل على ذلك كالتلفظ مثلاً ، فماذا سيقول الشيخ ربيع إذا سئل يوم القيامة : كيف عرف أنهما يفتخران بالتشبه بالكفار ؟ ألا فليتق الله الشيخ ربيع وليتب من البغي والعدوان .

4- يقول الشيخ ربيع ( بعد جهد ومدة طويلة في الحجاز أرسل محمد قطب رمزاً للحيته وعمره يناهز الستين ولعله على مضض ! ).
قلت : لحية الشيخ محمد قطب لحية شبه معفاة الآن . فكيف يتجرأ الشيخ ربيع ويسمي فعله ( مجرد رمز للحية ) ثم يقول ( ولعله على مضض ) . أسألك أخي المسلم هل يصدر هذا الكلام من طالب علم سلفي أو داعية من دعاة أهل السنة المتأدبين بأدب النبي صلى الله عليه وسلم . اللهم إن كل سلفي يبرأ إلى الله من هذه الأساليب التي تتهم النيات بغير بينة .


بغي الشيخ ربيع وسوء أدبه مع خصومه من السلفيين

مما لا شك فيه أن الخصومات بين الناس سبب من أسباب البغي ، ولكن المؤمن إذا خاصم أحداً لاسيما من إخوانه المؤمنين فإن إيمانه يردعه عن الفجور في خصومته ، والنبي صلى الله عليه وسلم عد الفجور في الخصومة من صفات المنافقين فقال صلى الله عليه وسلم : ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ، إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) رواه البخاري . وإن مما يؤسف له أن الشيخ ربيعاً قد بلغ مبلغاً لا يحسد عليه من البغي مع خصومه ، وخرج هداه الله عن – الآداب الشرعية - ، واستخدام عبارات يستغرب صدورها من مسلم متأدب بآداب الإسلام ، فضلاً عمن ينتسب إلى طلب العلم . إن طالب العلم عليه أن يلتزم بأدب الخلاف ، وأن يزن كلامه حتى ولو كان خصمه مبتدعاً، فكيف إذا كان الخصم من علماء أهل السنة أو دعاتهم ! وهاك أخي القارئ بعض الأمثلة على بغي الشيخ ربيع على بعض خصومه من أهل السنة :

- وصف الشيخ ربيع أخاه الشيخ العلامة السلفي بكراً أبو زيد بأوصاف تدل على ما ذكرت لك . يقول الشيخ ربيع في ( الحد الفاصل ص 41 ) : ( فعلى الشيخ بكر وكل الغلاة في سيد قطب أن يستحوا من الله ومن المسلمين العقلاء الناصحين الذين يحترمون عقولهم فيكفوا شرهم عن الإسلام والأمة ويتركوا المغالطات والتلاعب بعقول الشباب ودفهم إلى التشبث بالباطل ودفعهم إلى محاربة الحق وأهله ، وأن يتوبوا إلى الله من تربية الشباب على مذهب عنـز ولو طارت … ) .

قلت : في هذا الكلام من الاتهامات للشيخ بكر ما يلي : أنه
1- من الغلاة في سيد قطب .
2- ذو شر على الإسلام والأمة .
3- يغالط ويتلاعب بعقول الشباب .
4- يدفع الشباب إلى التشبث بالباطل .
5- يدفع الشباب إلى محاربة الحق و أهله .
6- يربي الشباب على ( مذهب عنـزه ولو طارت ) أي رفض الحق ولو كان واضحاً .
- ولما كتب الشيخ بكر خطابه المشهور بالخطاب الذهبي إلى الشيخ ربيع وقال فيه ( لكن لعلها طالب حضر لكم المعلومات ) رد عليه الشيخ ربيع بكلام طويل ، ثم قال في ( ص 42 من الحد الفاصل ) : ( ولا يرمي بالتهم جزافاً إلا إنسان فرغ فلبه من خشية الله ومراقبته ) . ثم تذكّر أن المردود عليه هو الشيخ بكر أبو زيد .

ثم قال الشيخ ربيع في الصفحة نفسها : ( وقد تبين للقارئ النبيل جرأة هذا الرجل – يعني الشيخ بكراً – على المجازفات المقيتة و إرسال الكلام على عواهنه ) .
وفي ( ص 3 ) قال عن كتاب الشيخ بكر : ( حُشي و شحن بالأباطيل )
وفي ( ص 6 ) : ( لا يفي بوعده لي ولا لغيري ! )
وفي ( ص 7 ) قال عن أوراق الشيخ بكر في الرد عليه : ( اشتملت على الباطل والإثم و خلت خلواً كاملاً من العلم و أساليب العلماء و حُشيت التلبيس الذي خدع الشباب….. )
وفي ( ص 16 ) : ( فتجعل الحق باطلاً والباطل حقاً )!!
وفي الصفحة نفسها قال : ( ولا عرفنا أحداً ثأر لأهل البدع والباطل مثل ثأرك ).
وقال في ( ص 34 ) : ( بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وهو الذب والدفاع عن الباطل وأهله بحرقة وعنف )
وفي ( ص 35 ) قال : ( قال الشيخ – يعني بكراً- بعد تلك السموم التي نفثتها نفسه …)

-ويتهم الشيخ بكراً بتعمد الإجمال والإطلاق شأن من ينصر الباطل ويدافع عنه حيث يقول في ( الحد الفاصل ص7 ) : ( ولأنها قد تعمد صاحبها الإجمال والإطلاق كما هو شأن كل ناصر للباطل مدافع عنه ، تعييه الأدلة ، ويعجز عن النقد العلمي الصحيح ومقارعة الحجة بالحجة فليلجأ إلى التمويه والإجمال والغمغمة )

-ويصف الشيخ بكراً بأوصاف قبيحة جداً في الكتاب نفسه ( ص98 ) قائلاً : ( … فما الذي أعمى بكراً أبا زيد عن كل هذه الصحائف حتى لو كان استعراض إنه الهوى والرغبة الجامحة في الطعن والتشويه.
وإن في هذا العمل و أمثاله لا يصدر إلا من قلب مريض بالهوى أعاذنا الله والمسلمين من الهوى وأمراض القلوب والنفوس )
ويتألَّى الشيخ ربيع على الله في ( ص140 ) من الكتاب نفسه فيقول عن الشيخ بكر : ( … وذلك مرده إلى الله الحكم العدل ، وما أظنه يترككم إلا أن تتوبوا إليه وتصلحوا وتبينوا للناس ما وقعتم فيه من ظلم واعتداء وما لبّستم به عليهم في أمور دينهم ).

-أما الشيخ السلفي عبد الرحمن بن عبد الخالق فقد ناله من الشيخ ربيع ما يُرجى أن يكون له تكفيرا ًبإذن الله . حيث بغى عليه الشيخ ربيع بغياً عظيماً ، واتهمه بالعظائم دون حق ولا برهان .
يقول الشيخ ربيع عن الشيخ عبد الرحمن كما في ( جماعة واحدة ص 145 ) : ( فهذه دعوة من عبد الرحمن لإقرار الباطل والبدع والتصوف والتعطيل لأسماء الله وصفاته )
قلت : مهما كان المؤمن خصماً للشيخ عبد الرحمن ، هل يمكن أن يتهمه بأنه يقر الباطل والبدع والتصوف والتعطيل لأسماء الله وصفاته ، فضلاً عن كونه داعياً لهذه البلايا ؟. وهل يخفى على الشيخ ربيع أن أخاه الشيخ عبد الرحمن من خير من كتب في الرد على الصوفية وبدعهم في هذا الزمان ؟ فألف كتابه القيم ( الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة ) وهو مجلد كبير . وألف رسالة قيمة أسماها ( فضائح الصوفية ) . فكيف يقبل عاقل بعد ذلك أن يوصف الشيخ عبد الرحمن بأنه من دعاة إقرار التصوف ؟!! وألف كتابه ( الرد على من أنكر توحيد الأسماء والصفات ) . فكيف يقبل عاقل بعد ذلك أن يوصف الشيخ عبد الرحمن بأنه من دعاة إقرار التعطيل لأسماء الله وصفاته ؟!!

ويتهم الشيخ ربيع الشيخ عبد الرحمن في الكتاب نفسه ( ص 19 ) فيقول : ( فهو يطعن ويسخر بعلماء أهل السنة وأتباعهم والمنهج السلفي لأنهم ليسوا بعصريين ولا يعرفون الواقع منذ تخرج في الجامعة الإسلامية إلى يومنا هذا ) .
ويقول في (ص 7 ) : ( فأخطاء عبد الرحمن كثيرة وخطيرة وليست مؤلفاته كلها ولا جلها في إطار المهج السلفي ).
وأخذ الشيخ ربيع يعد أصول الشيخ عبد الرحمن من وجهة نظره الفاسدة فيقول في ( النصر العزيز ص62 ) : ( ومما يمكن أن يعد من أصول عبد الرحمن : المغالطات الفظيعة وقلب الحقائق يجعل الحق باطلاً والباطل حقاً ، والقبيح حسناً والحسن قبيحاً ، والمبتدع سنياً والسني خارجياً ، وهو يكفر الخوارج )
ويبلغ الشيخ ربيع قمة بغيه على الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق فيصفه بأنه من المؤلفين الذين سخَّروا كتبهم لهدم منهج أهل السنة والجماعة ، فيقول في ( بيان فساد المعيار ص 4 ) : ( فإن من أشد الفتن والمحن على الإسلام في هذا العصر ظهور فئة تدعي أنها على منهج أهل السنة والجماعة ولكنها مع الأسف لا تعمل إلا ضد هذا المنهج وأهله ، …… إلى أن قال في ص 5 : ( ولهم في ذلك مؤلفات منها : …… كثير من مؤلفات الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق الذي يحمل وزر هذا الاتجاه المدمر )
وقال في ( ص 6 ) : ( وما أكذب انتحال هذا الصنف لمنج السلف فأعمالهم ومواقفهم تدينهم ، بأنهم أشد خصوم هذا المنهج ) .
قلت : تصور أخي المسلم أن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق السلفي المشهور بغيرته على منهج السلف الصالح ، والداعي إلى ذلك طول حياته يوصف بأنه يحمل وزر فتنة فئة لا تعمل إلا ضد منهج أهل السنة والجماعة ، وضد أهل هذا المنهج ، وهذه الفئة التي يقودها الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق هي أشد خصوم أهل السنة والجماعة في هذا الزمان . و بالتالي فإن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أكثر خصومة لأهل السنة من الرافضة والصوفية بل ومن العلمانيين واليهود والنصارى . والكلام لا يحتمل غير هذا ، بدليل قوله في ( النصر العزيز ص 52 ) : ( فلعل من أشد الفتن التي حذَّرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة عبد الرحمن عبد الخالق ) !!.

ويجب أن تعلم أخي الكريم أن الشيخ ربيعاً يعد الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق من رؤوس الحزبيين في هذا العصر ، وإذا حفظت هذه التهمة فاقرأ ما يقوله الشيخ ربيع عمن يسميهم بالحزبيين ويجعل الشيخ عبد الرحمن من رؤوسهم ، ويقول في ( النصر العزيز ص 201 ) : ( والحزبيون وعلى رأسهم عبد الرحمن هم الذين يدافعون عنهم … ) .
فهنا يقر أن الشيخ عبد الرحمن من رؤوس الحزبيين !
وانظر ماذا يقول عن الحزبيين في نظره !
يقول في ( منهج النقد ص 19 ) بعد أن ذكر جهود أهل التوحيد قال : ( مما أقض مضاجع كل خصوم الحق والتوحيد من علمانيين ويهود ونصارى وشيوعيين وأهل البدع الضالين من خرافيين وحزبيين وحركيين ) .
قلت : انظر كيف يحشر الحزبيين والحركيين مع خصوم الحق والتوحيد من علمانيين ويهود ونصارى وشيوعيين ؟!
ويحشر من يسميهم بالحزبيين مع الروافض والقبوريين ، حيث يقول في ( منهج النقد ص 32 ) : ( أين المدافعون عن الروافض والقبوريين والصوفيين والأشاعرة والحزبيين ؟ ! ) .

ويتهم الشيخ ربيع أخاه الشيخ عبد الرحمن بأنه واقع في الإعلام الخبيث ، حيث يقول في ( جماعة واحدة ص 80 ) عن الشيخ عبد الرحمن : ( فإنك والله قد وقعت في " الإعلام الخبيث " الذي تذمه وتحذر منه )
قلت : عندما ذكر الشيخ عبد الرحمن الإعلام الخبيث كان يعني به إعلام العلمانيين و قد عرَّفه بقوله – ونقله الشيخ ربيع في صفحه 70 – ( نعني بالإعلام الخبيث : انتحال الكذب وتلفيق الأقاويل ونشر الإشاعة وذلك لهدم العدو وصرف الناس عن دعوته وتخذيلاً لأتباعه ، وهذا النوع من أساليب الإعلام هو من أشدها فتكاً وأعظمها تدميراً وهدماً )

والشيخ ربيع يرى أن الحزبيين طواغيت ، حيث يقول في ( بيان فساد المعيار ص 181 ) بعد أن نقل كلاماً لابن منظور في معنى الطاغوت ( وقال الشعبي وعطاء ومجاهد : الجبت السحر والطاغوت الشيطان والكاهن وكل رأس في الضلال ..
علق الشيخ ربيع ( حاشية 3 ) على عبارة ( وكل رأس في الضلال ) : ( يدخل في هذا رؤوس الضلال من رؤساء الأحزاب الضالة …… )

الضالة هنا نعتاً لا قيداً ، لأن الشيخ ربيعاً يضلل جميع الأحزاب والجماعات الإسلامية القائمة اليوم . راجع فصل موقف الشيخ ربيع من الجماعات الإسلامية