أضواء على فكر دعاة السلفية الجديدة

وقفات مع مؤلف كتاب "حوا ر هادئ" 2

الوقفة السابعة

قياس مع الفارق : ليس البناءون كالهدامين

& كيف يقاس كلام الأئمة المصلحين من أهل السنة بكلام هؤلاء الجراحين.

& التسوية بين عمل هؤلاء الهدامين ، وعمل علماء الإسلام المصلحين كالتسوية بين طبيب حاذق وجراح أخرق ، وبين مخرب وبناء.

قاس الأخ مبارك بن سيف قيام هذه الطغمة الباغية بالتحذير من جماعات الدعوة إلى الله ، وقولهم أنهم أخطر من اليهود والنصارى بقيام أئمة الإسلام قديما بالتحذير من بعض البدع والمبتدعة فذكر الأخ مبارك مثلا قديما ، وهو تحذير بعض الأئمة وعلماء السنة من الإمام أبي حنيفة – رحمه الله – وذكر مثالا حديثا ، وهو تحذير الشيخ الدكتور سفر الحوالي – حفظه الله – من مذهب الأشاعرة ، ومحاولات تجديده في الوقت الحاضر.

وأخطأ الأخ مبارك في قياسه واستشهاده بهذين المثالين: فكيف يصح في العقول التسوية بين ما يقوم به أئمة الإسلام الأعلام صيانة لدين الأمة ، وحفاظا عليها ، ورأبا للصدع فيها وبين ما يقوم به هؤلاء السفهاء من تحطيم علماء الإسلام ، و تهديم أركان الدعوة إلى الله ، وترك الساحة للعلمانيين والمفسدين في الأرض.

فقول الأئمة السابقين في أبي حنيفة – رحمه الله – كان بعضه من طعن الأقران الذي يطوي ولا يروى ، وقد كتب جمهور الأئمة فيه كلاما عظيما في مدحه والثناء عليه ، وكان بعض ما قيل فيه من التشدد الذي نسأل الله أن يغفر لقائله ، ولا يتخذ أصلا في الدين.

فالأخ مبارك بن سيف كأنه يريد أن يقول أن ما ذكره هؤلاء المشاغبون من قولهم (فلان زنديق) و (أخطر من اليهود والنصارى) و (احذروهم إنهم يكذبون) و (فلان قطبي خبيث) و (فلان تبليغي هالك) و (فلان سروري رأس الضلالة)، وهو مثل قول الأئمة في ما نقله عن أبي حنيفة وليته لم يفعل، فهذه والله هي المصيبة المضحكة المبكية، وهل وصل الحال بهؤلاء القوم أن سيطرت عليهم أوهام العظمة، وأحلام اليقظة، وصاروا يتخيلون أنهم مثل أئمة الجرح والتعديل: كسفيان الثوري، ومالك، وأحمد، وابن معين، وابن المديني، وابن القطان، وأبي حاتم، وأنهم يريدون أن ينفروا الأمة التي اتخذتهم أئمة يقتدي بهم من مقالة من يخافون على الأمة منه .

مساكين والله ما يدري أحد – لولا القهر بالقوة – بالذي تهرفون ، ولا يعرفكم أحد ، وإنما صرخة مريض بأوهام البطولة في واد مقفر ، يتخيل أنه ملئ بجيش عظيم ، فعاد صدى صرخته إليه فزاد توهما !

وقد اعتذر العلماء عن مقالة أولئك الأئمة في أمثال أبي حنيفة – رحمه الله – فحملوها على التشدد أو ما يصدر من الفاضل حين الغضب ، وقد نقل الخطيب أيضا مقالات الأئمة في الثناء عليه ، ولم يزل أئمة العلم يعدونه إماما من أئمة المسلمين الذين حفظ الله بهم الدين كما قال المحدث الألباني في مقدمة الطحاوية في رده على أبي غدة ، وكما يقول ذلك أيضا العلامة ابن باز ، والفقيه ابن عثيمين وغيرهم.

ولو فرضنا أن بعضهم قالها لينفر مما يعده خطرا على السنة ، فما فائدة أن يتوهم هؤلاء المساكين أنهم حين يقولون فيمن شهدت أحوالهم ومقالاتهم بالاستقامة على السنة (فلان خبيث وكذاب) يكون مثل كلام أولئك الأئمة.

وقد دعاني أخي مبارك بن سيف أن اعتذر للطرفين، وأن أعرف لماذا قيل ذلك في أبي حنيفة ، وكنت أعرف – بحمد الله – ولا أرى أي ارتباط بوجه من الوجوه بين هذا المثال وما قام به المشغبون على الدعاة والعلماء المصلحين والخطباء من أهل العقيدة السلفية من أجل قيامهم بإنكار المنكرات وصدعهم بالحق وتحميلهم للأذى في سبيله، أو من أجل مسائل اجتهادية ليس فيها مثل رد أهل الكلام المذموم لدلالة الكتاب والسنة على مسائل الغيب ، وصفات الله وأركان الإيمان.

بل هؤلاء الدعاة هم ممن قام في رد باطل أهل الكلام والرأي، ولهم في ذلك مصنفات وجهود من أشغل سفهاء الأحلام بأعراض الدعاة وأدخل شباب الصحوة في جدل عقيم لم تستفد منه إلا الصد عن سبيل الله.

وفي الكويت :

وهل يعتقد الأخ مبارك أن كلام السلف في ذم الرأي وأهله مثل هذه الزوبعة التي أثيرت عندنا هنا في الكويت بالباطل حول شيخنا وأستاذنا العالم الفاضل عبدالرحمن بن عبدالخالق ، وقد كان يدرس العقيدة السلفية ويرد على أهل البدع يوم لم يكن أحد من هؤلاء المتعالمين يعرف شيئا عنها ولم يعرفوها غلا من كتبه وأشرطته ، وهل تجرأ أحد منهم مع قربهم منه وناظره أم أنهم أثروا الطعن في الظهر جزاء لما قدم من إصلاح العقائد ، وإحياء القلوب .

فإن كان يرى ذلك ، فلست – ماعافاني الله – بحامل على تلك الشاكلة كلام تلك الطائفة المشاغبة ، وأسأل الله المزيد من عافيته وأن يحفظ علينا عقولنا.

وأما المثال الثاني الذي ساقه الأخ مبارك بن سيف وجعله مثالا لما يقوم به هؤلاء المشاغبون من هدم للإسلام والسنة ، وتحذير من دعاة الإسلام وهو قيام الشيخ سفر الحوالي – حفظه الله – بالتحذير من مذهب الأشاعرة .. فإنه والله القياس البعيد .. وهل يصح في القياس النظر بين من يحذر الأمة من بدعة بعينها ، ويحذر من نشرها وتأصيلها ، وبين ما يقوم به هؤلاء من وجوب هدم علماء الإسلام العاملين ممن وقعوا في بعض أقوال من أهل البدع كالأئمة الأعلام الحفاظ: ابن حجر ، والبيهقي ، وابن حزم ، وابن الجوزي ، وغيرهم من أئمة الإسلام وعلماء الأنام ممن لم يكونوا دعاة لهذه البدعة …

هل يقاس ما قام به الدكتور سفر الحوالي من التحذير من بدعة الأشعرية ، ومحاولات تجديدها في الوقت الحاضر بما يقوم به هؤلاء السفهاء به من هدم الدعوة الإسلامية والجماعات الدعوية ، والدعاة الذين هم على منهج أهل السنة والجماعة .

واستشهاد الأخ مبارك بن سيف بكلام سفر الحوالي يدل :

أولا : أن الأخ مبارك سليم القلب والفطرة ، ولم يحمل جراثيم التصنيف بالهوى والظنون فقد قال عن الشيخ سفر (مشهود له بالعلم والفهم) (الحوار/51)
وقال عنه أيضا : " الشيخ سفر الحوالي – حفظه الله – وهو ممن كتب في العلمانية وأخطارها ، وهو يعلم ما يدور حوله ويفقه الواقع بلا شك … " (الحوار/51)

إن الشيخ الذي شهدت له بالفضل والعلم والفهم ، يا أخي مبارك ، هو – في فكر هذه الطائفة التي دافعت عنها – أحد رؤوس الفرقة القطبية السرورية التي هي من اخطر أهل البدع ، وخطرها أعظم من خطر اليهود والنصارى على المسلمين ، لأن اليهود والنصارى والشيوعيين والملحدين لا يخفى كفرهم ، وهذه الفرقة الضالة تتلون وتلبس لباس الحق ، وتندس بين المسلمين لتفجّر دينهم من الداخل.

ثانيا : أن ما ذكره الأخ الفاضل عن الشيخ سفر الحوالي فيما ذكر في الدر على الأشعرية ، لا ننكر شيئا منه ولا أن الجماعات فيها ما ينكر ، ولا أن مذهب الأشعرية وغيرهم يجب بيان ما فيه من المنكر والباطل ، بل هو كما ذكر الشيخ سفر حفظه الله ، فإن هذا من أصول الإسلام ، وإنما المنكر كل المنكر ، مثل هذا الفكر الذي تقدم ما فيه من التيه والضياع ، ولأجل دفع خطره عن شباب الصحوة جاء كتاب (الخطوط العريضة) كما جاء من قبله كتاب (تصنيف الناس)

هل يصح في عقل عاقل – معشر العقلاء – أن يقدم للناس هذا المنهج والفكر على أنه الفكر والمنهج السلفي ، ثم نطالب – كما يريد الأخ مبارك بن سيف – أن نسكت عن هذا الجنون الذي لو بقيت تنظّر هذه الطائفة للأمة لم يبق فيها روح ولأسلمتها لأعدائها لتذبحها كما تذبح الشاة لا تدفع عن نفسها .

الحق يا أخي مبارك أن قياسك مع الفارق ، وأن مثلك من يقيس عمل بناء ماهر أراد أن يصلح قصرا عظيما وقع فيه بعض الخراب والعطب ، فأخذ فأسه ليهدم الجانب الذي وقع فيه الخراب ويخلع اللبنة التي تهاوت ، ويستبدل السقف أو الباب الذي بلى وتلف ، ثم يعيد وضع كل شيء في مكانه … أرأيت من يقيس عمل هذا البناء الماهر على رجل مجنون لا يحسن شيئا من عمل البناء ودخل على قصر منيف فرأى بعض الخلل فيه فأخذ المعول ، وبدأ يهدم الأعمدة ، ويحطم السقوف ، ويلقي بالأثاث الفاخر خارج البناء ، ويحطم النوافذ والأبواب ، كل ذلك بحجة الإصلاح…

هل يستقيم في العقل أن تقيس عمل البناء الماهر الذي يريد الإصلاح بعمل هؤلاء المخربين المفسدين الذين يريدون تقويض البناء على من فيه.

فإذا أصبح علماء الأمة جميعهم مطعون فيهم ، وكل من وقع في خطأ قديما وحديثا يجب فضحه والتشهير به ، والتحذير منه ، وكل من قام بدعوة إلى الله ، وكان عنده خطأ مجرد خطأ لا يجوز أن يقبل منه إحسان ولا دعوة ولا جهاد ، وإذا أصبح حرب علماء الإسلام ودعاته أولى من حرب اليهود والنصارى ، وإذا كان هؤلاء الطغام قد انتشروا كالجراد لا مهمة لهم إلا الجرح ويربون الصغار على النقد والجرح من أول يوم في عمرهم في الالتزام ، وهم لم يستكملوا حفظ جزء من القرآن ، ولا حفظ عشرة أحاديث لسيد الأنام … فهل يقاس عمل هؤلاء المخربين بعمل علماء الإسلام البنائين الذين ينفون عن الإسلام تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين … هداك الله يا أخي مبارك كم في قياسك من الفوارق !!!

وقياسك أشبه بمن يقيس عمل طبيب جراح وبيده المبضع، وقد يشق به صدر المريض وبطنه لاستخراج علة أو مرض، بعمل طائش أهوج يحمل سكينا ، وينطلق إلى الأصحاء يبقر بطونهم ، ويشوه وجوههم ، ويطعن في ظهورهم … هل يستوي يا قوم عمل الطبيب الماهر بهذا المجنون الذي يحمل سكينا يريد أن يستأصل علة في زعمه فيقضي على الجميع ..

إن عمل علماء الإسلام الناصحين للأمة عمل الطبيب الحاذق الذي يستأصل العلة ، ويعمل لإنقاذ حياة المريض ، وأنا هؤلاء فهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الصليب والأوثان ، وبدلا من أن يذهبوا إلى المريض لإصلاح علته ، جعلوا أكثر أهل الإسلام اليوم عافية وصحة همهم ، وسعوا في قتلهم وإبطال جهادهم فهم يسعون في قتل الدعاة إلى الله معاونين بذلك الظلمة ، والطغاة ، والعلمانيين ، وأعداء الإسلام ، بل يكفونهم المؤنة في كثير من الأحيان فلا حول ولا قوة إلا بالله

الوقفة الثامنة

أعيذك يا أخي مبارك أن تكون ممن يحرفون الكلم عن مواضعه

1) قال الأخ مبارك بن سيف في حواره:

"عنف الشايجي على من أطلق القول أن الحكم يغير ما أنزل الله كفر دون كفر...أقول للشايجي: راجع أقوال السلف في هذه المسألة وستقف على من أطلق هذا القول، وعندها يقول الشايجي: نعوذ بالله من الخذلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" (الخطوط/47)
أما قولي في الخطوط فنصه:

"ولقد جاء من هؤلاء المبطلين من يزعم أن توحيد الحكم ليس من التوحيد، وأن الحكم بغير ما أنزل الله إنما هو كفر دون كفر، كهذا على إطلاقه دون تفريق بين من جعل حكم البشر أفضل من حكم الله، أو مساويا لحكم الله، ومن أخطأ أو تأول أو حكم بنوع من الضعف بحكم غير حكم الله معتقدا أن حكم الله هو الحق الذي لا يجوز خلافه" (الخطوط/35)

وقد أهمل الأخ مبارك سيف هذا التفصيل، ونسب إلي كلاما لم أقل به، ثم قال راجع أقوال السلف !!!
فلماذا لم يفصل هو في مسألة الحاكمية ؟

أم لعله مصاب بالحيرة في هذا الباب، بدليل أنه لا ينكر إطلاق القول بأن الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر وهل يجوز عند سلفي اعتقاد صحة هذا الإطلاق ؟! فأين التفصيل الذي يذكره العلماء، ومنهم شارح الطحاوية!!!

وهل يعتقد الأخ مبارك بن سيف أن الذي يرى أن حكم البشر مساو لحكم الله، أو الذي يستحل الحكم بغير ما أنزل الله، هل يعتقد أن فعله هذا - أيضا - كفر دون كفر ؟!! كما يدل على هذا انتصاره للقول بالإطلاق...إن هذا في غاية الخطورة، ويجب عليه شرعا أن يفصح عن حقيقة قوله في هذا الباب، لأنه ترك الأمر فيه لبس ونعيذه بالله من هذا الخذلان العظيم.

2) وقال أيضا:
"ويرى الشايجي وجوب بيان انحراف الحكام ولم يفصل في ذلك البتة" (الحوار/47) والجواب:

أن ترك التفصيل هنا ليس بأعظم من سابقه الذي فعله صاحب (الحوار) في مسألة الحاكمية، وأما (الخطوط العريضة) ففيه تفصيل يناسب المقام، فقد ذكرت أن الصبر على ظلم الحاكم ما دام مجاهدا مدافعا لأعداء الإسلام، والصلاة خلفه وتحريم الخروج عليه والنصح له كله حق، وأن من الحق أيضا بذل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له ولعامة المسلمين، وحثه على العدل ورعاية مصالح المسلمين وجهاد الكفار وتقويمه إذا زاغ، وأن هذا مقتضى البيعة في الإسلام بين الحاكم والمحكوم، فكل يؤدي حق الآخر عليه كسائر العقود في الشريعة، وفي هذا التفصيل الموجز كفاية.

3) وقال أيضا:
"ومذهب الشايجي أنك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر باليد واللسان والجنان، من غير إذن السلطان، وإلا فأنت مبطل لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومخالف للقرآن والسنة والإجماع...الخ" (الحوار/48)

أقول:
لا يخفى أن قول من يقول لا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر إلا بإذن السلطان، مخالف للكتاب والسنة والإجماع، ولا يختلف أهل العلم أن على المسلم إنكار المنكر بأمر الله ورسوله وكونه من شعائر الإسلام، ولا يحتاج إلى إذن خاص من سلطان، ومن رأى رجلا يشرب الخمر فكسر آنية الخمر وأراقها، أو من يريد أن يفجر بامرأة فمنعه من ذلك، أو من يعتدي على مسلم فأنكر منكره باليد وأزاله ومنعه من الاعتداء على المظلوم ونحو ذلك، أو من أمر غيره بالمعروف ونهاه عن المنكر باللسان ولو كان المأمور المنكر عليه سلطانا، احتسب آمره وناهيه نفسه أو ماله لوجه الله، وتحمل الأذى في سبيل الله، من فعل شيئا منذلك ولو لم يأذن السلطان، فلا خلاف بين العلماء أنه قائم بالحق، آمر بالقسط، ممتثل للشريعة.

وهل الأخ مبارك بن سيف يرى غير هذا القول ؟ فليفصح عنه إذن، ولماذا الإيهام، بنسبك ألفاظ من كتاب (الخطوط)، بأسلوبه وإعادة صياغته ليفهم منه ما لم أقل؟، وما قلت إلا معنى ما ذكر هنا وهو ما لا خلاف فيه بين أهل العلم ولم يخالف فيه إلا هؤلاء المشاغبون !

أما قاعدة عدم إنكار المنكر إذا أفضى ذلك إلى وقوع منكر أكبر منه، فهذه لا خلاف فيها، ولا حاجة لذكرها كلما ذكرت مسألة إنكار المنكر، وفضائله، والآيات والأحاديث غالبها لا تقرن بهذه القاعدة في كل موضع، لأنها معلومة، لا يختلف فيها العقلاء، ولأن المقصود هو زوال المنكر، فما فائدة إزالته بمنكر أكبر منه.

الوقفة التاسعة

واضعو أصول هذا المنهج الباطل ليس أحد منهم من الأئمة الأعلام

قال الأخ مبارك بن سيف : " فهلا كشف الشايجي عن هذه الطغمة الباغية ، وهؤلاء الأدعياء ، فأظهر أسماء خمسة أو ستة ، أو سبعة ، أو أقل ، أو أكثر ، من كبارهم وأئمتهم المتفقين على هذه الأصول العظيمة وهم كلمة إجماع عند اتباعهم فعرض ذلك على الإمامين : ابن باز ، وابن عثيمين ، وبهذا تكون فضيحة هذه الطائفة على رؤوس الأشهاد ، ويرمون بالبدعة على لسان الأئمة الأعلام .

ولكن أخشى أن يكون بعضهم من الأئمة الأعلام أليس كذلك يا عبدالرزاق " (الحوار/40)

هذا اتهام كبير من الأخ مبارك بن سيف ، ويبدو أنه متأثر بما تطعن به هذه الطائفة دائما على خصومها (إنه يطعن في العلماء) بل هذا هو طعنهم المفضل علما أنهم أكبر الطاعنين في علماء الأمة قديما وحديثا ، ولكنهم يظهرون الطعن في المستضعفين من أهل العلم ، ويخفونه في الكبار ، وجميع العلماء الذين يقولون لهم اتقوا الله في المسلمين ، ولا تكفروا إلا بمكفر ، ولا تبدعوا إلا ببدعة حقيقية ، وصونوا ألسنتكم عن أعراض المسلمين …

جميع هؤلاء العلماء الذين يقولون هذا يسبونهم ويشتمونهم … ولسنا – بحمد الله – يا أخي مبارك من هذه الطائفة بل إن أعظم ما أنكرناه عليهم هو هذا السب والتجريح لعلماء الأمة والدعاة إلى الله … فقولك: "أخشى أن يكون بعضهم من الأئمة الأعلام أليس كذلك يا عبدالرزاق !! " إن كنت تعتقده في فهو إثم وزور ، وإن كنت تظنه فهو من الظن السيء !! وإن كانت مشاغبة فهي مشاغبة كبيرة واتهام خطير …

اللهم إلا إن كنت ترمي إلى أن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي هو من الأئمة الأعلام ، وإن كان هذا ظنك فنعم …

فإن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي هو عندنا منظر هذه الطائفة ، وحامل لوائها ، ومرجعها الأوحد ، وهو الذي يقول القولة في فلان من الناس يحملها هؤلاء فتبلغ الآفاق …

والشيخ ربيع بن هادي هو الذي وضع أصل الأصول عند هؤلاء ، وهو (أن كل من وقع في بدعة مما يراها هو بدعة فهو ابتداع). و (أنه لا يحمل مطلق على مقيد ، ولا عام على خاص ، ولا مجمل على مفسر إلا في كلام الله فقط) .. و (أن له ظاهر الكلام) .. و ( أن المسلم إذا كان له كلام يقتضي الكفر فإنه يكفر به ، وإن كان قد نفاه في موضع آخر ، وأن كل من وقع في بدعة وجب هجره ) … إلخ .

وبعد هذا هل يكون إماما للأمة من ( يضلل جميع الجماعات الدعوية ن ويرى أنهم أخطر من اليهود والنصارى ) ، و ( أن جهادهم جميعهم في الإسلام مردود ) ، و ( أن سيد قطب كافر من بضعة عشر وجها ، وأنه أخطر أهل البدع وأشدهم ضررا ) ، بل ( أنه لم يترك بدعة إلا واحتواها ، ولا كفرا إلا وقال به ) ، و ( أن من أثنى عليه فهو مبتدع مثله ).

وقد نالني أنا صاحب كتاب الخطوط العريضة جانب من تصنيفاته النارية ، فكنت عنده – بعد هذا الكتاب – (من أهل البدع ، ومثل الشيطان ، ويجب هجره ، ولا يجوز لطالب في كلية الشريعة أن يدرس مادة عندي)، وقال عني:

" يعرف الحق ويحاربه ، وسلفيته ما هي إلا مجرد لباس لضرب الحق وإيذائه ، وأنه رجل لا خير فيه ، وأنه مصيبة على الإسلام ، وأنه ألف كتابا فيه ثلاثون أصلا في أهل السنة لكنها قامت على الفجور والكذب ، والافتراء ، وأنه أشر من المنافقين في عهد الرسول لأن المنافقين لم يصنفوا ثلاثين أصلا ، وأنه يظهر للناس إنه سلفي ليضرب أهل السنة والمنهج السلفي … إلخ "

فهذا بعض تطبيق الشيخ ربيع بن هادي لمنهج أهل السنة في نقد الرجال !! ومن أجل ذلك فليس الشيخ ربيع بن هادي من الأئمة الأعلام الذين أومأ إليهم ( صاحب الحوار ) …

ولو فرض أنه إمام في علم فإنه لا يجوز لمسلم متابعته في هذه الطوام العظام ، والفرقة التي أنشأها في أهل الإسلام، وإخراج المسلم من السنة بالخطأ والزلة ، وما توهمه هو – أعني الشيخ ربيع – أنه من أصول الإسلام ما هو من أصول الإسلام ، ولكنه من أصول الشر والفساد ، والبدعة لجعله الولاء و البراء بين أهل الإسلام ، حيث يقول منتقدا ما سماه بمنهج الموازنة بين الحسنات والسيئات :

" وبدأ هذا المنهج يترسخ في النفوس ، فكان من نتائجه أن أضعف مبدأ الولاء لله ، وفي الله ، ولمنهج الله وأهله الذين يجب حبهم وولائهم في الله ، وبدا واضحا الولاء والحب والتقدير لدعاة ، وكتب ، وأفكار ، ومناهج كلها بعيدة عن المنهج السلفي" (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال/12)

وهكذا وضع هذا الأصل المنحرف في أنه يجب المعاداة والموالاة بين أهل الإسلام ، ولهذا قالت هذه الطائفة أن مجرد الثناء على ما تقوم به جماعة كجماعة التبليغ والدعوة !! وأن الفرح بما يقوم به أي مسلم في شرق الأرض أو غربها دفعا عن دين الله بالحجة والبرهان أو بالسيف والسنان هو فرح بعمل المبتدعة ، وهذا ضلال لأنه ( تلميع ) لأهل البدع !!

وبهذا فقد هؤلاء مبدأ الولاء لكل مسلم يشهد ألا إله إلا الله ، وأن المسلم لا يعادي إلا بقدر إساءته ومعصيته !! وأن المعاداة بإطلاق لا تكون إلا للكافر ، فترى الشاب الذي تأثر بهذا المنهج الباطل لا يرى في الدنيا عدوا للدين إلا سيد قطب ، ولا أخطر على الأمة الآن إلا من نسبوه إلى القطبية ، أو السرورية ، أو الحزبية …

أي حزبية ولو كانت جماعة مجتمعة على الكتاب والسنة والحق ، تجاهد في سبيل الله ، وتعمل لإعلاء كلمة الله !!

و البراء لمن خالف هذه الطائفة ولو في بعض الفروع الفقهية: ( وفي سياسة الدعوة ، كالعمل الجماعي ، والصدع بالحق أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر بغير إذن سلطان – وهذا ما يسمونه بالتهييج السياسي – والسعي لتحكيم شريعة الله في الأرض … والشيخ ربيع يجعل كل عامل لتحقيق ذلك خارجا عن المنهج السلفي ، وكل خارج عن هذه الأصول يستحق من الشيخ ربيع، ومن أتباعه ومريديه أن يعادي في الله وأن يطبق فيه أصل الولاء و البراء.
ويجعل الخلاف بين الدعاة إلى الله في الوسائل والأساليب خلاف بين الحق والباطل والهدى والضلال ، فيقول:

"إن القلوب لترجف خوفا على الشباب أن تختلط عليهم المناهج ، وتتشابه وليس بعد الحق إلا الضلال فيتراءى لهم أن الجميع حق ، أو أنها إخوة لعلات" (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال/13)

وهكذا يجعل الشيخ ربيع بن هادي الفرق بين جماعات الدعوة كالفرق بين الكفر والإيمان.

وهذا المنهج الذي اخترعه الشيخ ربيع بن هادي وأقام به الولاء و البراء بين أهل الإسلام أنفسهم واستدل عليه بقول الله تعالى في قوم صالح : } ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون{ !!

فجعل الخصومة بين من آمن بصالح ، ومن كفر به كالخصومة التي أقامها الشيخ ربيع بين الشباب المسلم والتي أقامها بين من أسماهم بالذين يسيرون على المنهج السلفي ، والذين يسيرون على المناهج المبتدعة ، واستدل لذلك أيضا بما وصف به الرسول ( محمد فرق بين الناس ) فكما فرق الرسول r بين المسلمين والكفار جاء الشيخ ربيع ليفرق بين المسلمين إلى حزبين وغير حزبين!!

وجعل من الواجب الشرعي حرب هذه الجماعات الدعوية كما يحارب الكفار بل حربهم أولى من حرب اليهود والنصارى لأنهم كما يقول: (أخطر على الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى)

وهذا الأصل في الولاء و البراء وما سماه الشيخ ربيع ( منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال ، والكتب ، والطوائف ) هو الذي جر بعد ذلك هذه الشرور ، وأفرز كل هذه الأصول الباطلة ..(ومن سن سنة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)

لقد أصل الشيخ ربيع بن هادي هذه الأصول حتى أصبح من ينادي بوجوب التعاون مع السلفيين والأخوان المسلمين مثلا مبتدع ضال يدعو إلى التعاون مع أهل البدع!! وبعض من تأثر به يكفر من يدعو إلى شيء من ذلك …

ونقول للأخ مبارك إذا كنت تومئ إلى أن الشيخ ربيع بن هادي في قولك :

"ولكن أخشى أن يكون بعضهم من الأئمة الأعلام أليس كذلك يا عبد الرزاق ؟!" (الحوار/40)

فنقول لك : نعم في حكمك أنت ، غير أن الشيخ ربيع بن هادي عندنا ليس من الأئمة الأعلام ، اللهم إلا أن يكون إماما في كل هذه الطوام والآثام التي جرها على أهل الإسلام

وإذا أردت أن تعلم حجم ما أفرز هذا المنهج من الفساد والضياع فاقرأ الوقفة الآتية بعد هذه بعنوان: (بين ربيع بن هادي والحداد)

 

الوقفة العاشرة

ردود سريعة على بعض المشاغبات !

أدرج الأخ مبارك بن سيف في (حواره) كثيرا من المشاغبات، وقد ضربنا صفحا عن كثير منها، وكثير من هذه المشاغبات من جنس أن يرى عموما فيقول: "قد عممت ويلزمك كذا وكذا"، أو يرى إطلاقا فيقول: "قد أطلقت ويلزمك كذا وكذا"...ومثل هذه المشاغبات لا تنبغي في الحوار الجاد، فما دمت تعلم مثلا أن من تحاوره لا يقول بقول ما، بل يصرح بنفيه، فلماذا إذا رأيت عموما تلزمه به، وأنت تعلم أنه لا يقول بهذا اللازم، ولا يعتقده...
ولنضرب بعض الأمثلة من هذه المشاغبات التي أثر منها الأخ مبارك حتى أنها أخرجت حواره في كثير منه عن طابع الجدية إلى المشاغبة والمشاكسة.

1) قوله: "قال الشايجي منكرا على هذه الطائفة في الخطوط (ص/24): فالمسلم الداعية، الذي يمكن أن يكون أخطأ تأويلا أو جهلا، يجعل وقوعه في هذا الخطأ الاجتهادي سببا في استحلال عرضه ودمه !!) ثم قال (إذن جميع الدعاة من المسلمين الذين وقعوا في اخطاء إما تأولا أو جهلا، فخطؤهم هذا - لا محالة - من الخطأ الاجتهادي قول واحد عن الشايجي" (الحوار/31)
وأقول:

كيف بالله يمكن فهم العموم من عبارتي المتقدمة؟ أقول إذا أخطأ الداعية مجتهدا أو متأولا - وهذا تقييد لا إطلاق - جعلت هذه الطائفة خطأه سببا في استحلال ما حرم منه، ولم أقل قط أن أحدا من الدعاة لا يكون بحال غير متأول أو جاهل في خطأ يخطؤه، ولا يلزم من كون المخطئ متأولا أو جاهلا أن لا يبين خطؤه.

والفرق بين هؤلاء المشاغبين وبين الداعية الصالح الذي أكثر عمله في دعوة الناس إلى الخير ثم يَزِل ويخطئ باجتهاد وتأويل، أنهم متصدون لتجريح وتشويه سمعة الدعاة حتى لقي الناس من تسلط ألسنتهم على المسلمين بلاء عظيما.
فلا يصح قياسهم على الدعاة المصلحين، وليس مثل هذا القياس إلا كمثل الذي يجعل الصائل والمجني عليه في حكم واحد، وهو مما يعلم بطلانه عند العقلاء من جميع الملل.

2) وقوله: "الهم الأول للشايجي - بعد ما قضى على العلمانية وأتباعها - همه الأول جمع مثالب وسقطات وشطحات هذه الطائفة الغريبة الأطوار...الخ" (الحوار/27)
أقول:

أ) قد تقدم آنفا أن أصولهم لا تحتاج إلى جهد لجمعها، لأنها تخبطات! وشماطيط وسخافات يرددونها قي كل شريط، فما عليك سوى الاستماع إلى شيء من هنا وشيء من هناك وقراءة رسالتين، وكتاب (هي السلفية) و(الحد الفاصل)، فإذا بالفكر مكرور يردده الصغار كالببغاوات عن الكبار بمحض التقليد الأعمى.

ب كما أننا ذكرنا سابقا أن هذه السخافات والترهات يسمونها أصولا ويسمونها منهج - هكذا - أهل السنة والجماعة، ويوالون ويعادون عليها، ويمتحنون أهل الإسلام بها، فهي عندهم بمنزلة (لا إله إلا الله) من شهد بها دخل الإسلام، و(أصولهم) السخيفة هذه من شهد لهم بها دخل السلفية والسنة...فإذا بدعت من يبدعون وكفرت من يكفرون وشهدت بالعلم لمن يشهدون وبالجهل لمن يشهدون كنت على منهج السنة...
وإذا خالفتهم في شيء من ذلك صنفوك حسب تصنيفاتهم التي يعرفتها سابقا.

3) وقوله: "يا له من عمل عظيم ولكن للأسف هم من أهل القبلة" (الحوار/27)
وأقول:
ما علاقة المتأسف عليه بالعبارة التي قبله؟ فهل كون من جمع كتب ونشرات واشرطة طائفة من أهل القبلة لبيان انحرافاتهم مما يتأسف عليه؟ وهل يرى الأخ مبارك بن سيف أن المسلم إذا كان من أهل القبلة ثم قام بإفساد أو بدعة أو تضليل و تكفير لمسلم أن يترك وما أراد ولا ينكر عليه ولا يمنع عن إفساده وصياله وشره؟
فلماذا قال عني قبل ذلك: "لا يرى جواز بيان الأخطاء التي يقع فيها الدعاة إلى الله سواء كانت فقهية أم عقدية، ناهيك عن استحباب ذلك أو وجوبه" (الحوار/23)

4) قوله: "الشايجي نفسه من هذه الطائفة الدعية" (الحوار/24)
واستدل الأخ مبارك بن سيف أنني من هذه الطائفة لأنني قلت في الخطوط: "ثم كروا على أنفسهم فبدع بعضهم بعضا، وهجر بعضهم بعضا، وهكذا ارتد سلاحهم عليهم" (الخطوط/24)
وأقول:

أ) هل لأنني ذكرت ما وقعوا فيه من البدعة كنت من هذه الطائفة !!

ب) وأما أنني أقول أن سلاح التبديع بغير مبدع انقلب عليهم فنعم لأنهم يبدعون بغير مبدع، ويجعلون ما ليس بأصل أصلا، وما ليس من السلفية من السلفية.
ويجعلون الخلاف الفقهي الفرعي يوالى ويعادى عليه، وأما ما ذكرناه عنهم فهو ابتداع حقيقي، وتلبس بتكفير المسلم وتفسيقه ولعنه وحربه والبراءة منه لمجرد المخالفة في الرأي، وهذا ابتداع حقيقي.

5) قوله: "كاد ان يخرجهم من الإسلام" (الحوار/25)
ونقول:
أ) اترك هذه المشاغبات يا أخي مبارك ولا تكن كالقوم فإنهم يقولون بمثل (كاد) التي استعملتها يقولون (هذا البيان يشم منه رائحة التكفير) !!
فهل علمت يوما أن للكلام رائحة !!
وأن التكفير يكون ب(كاد) و(أوشك) !!
ب) بل نقول إنهم مسلمون مخطؤون ونسأل الله أن يغفر زلاتهم ويقيل عثراتهم ويردهم عن أعراض المسلمين ويشغلهم بالأعداء الحقيقيين لأمة الإسلام من العلمانيين واليساريين واللادينيين بدلا من شغلهم بعباد الله الصالحين..

6) وقوله: "هناك جماعات أخرى من باب آخر بطريقة مبتكرة لم تظهر في الساحة بعد، تنبأ بها الشايجي من غير أن يشعر" (الحوار/25)
وكذلك قوله: "وكذلك الجماعة الدعوية، وجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحسبة" (الحوار/25)

ونقول:
هذا لا معنى له، وإنما ذكره الاخ مبارك تكثيرا فقط وليس تحته شيء، فإني أتكلم عن وسائل الدعوة فأقول (فلم يتعبدنا الله بأسلوب معين للدعوة، ولا بوسيلة خاصة وقد تعارف المسلمون في عصورهم المختلفة على أساليب ووسائل غير منحصرة كالدروس المنظمة، والأجازات الشرعية والمدارس والجامعات وطبع الكتب والمجلات، وكذلك استخدموا الإذاعة والشريط والتلفزيون، وكذلك الجماعات الدعوية وجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحسبة، وكل ذلك لم تنص عليه نصوص خاصة في الكتاب والسنة) (الخطوط/19)
فالكلام في وسائل الدعوة وأن المسلمين في العصور المختلفة استعملوا وسائل غير منصوص عليها بنصوص خاصة ثم ذكرت الجماعات الدعوية وجماعة الأمر...الخ

فنحن في واد وصاحب الحوار في واد، ولذلك كان ينبغي لصاحب الحوار أن يتمعن فيما يقول، ويخضع كتابه لمعايير النقد العلمي، ولا يستعمل الأسلوب الاستفزازي، لأنه انتقد كتابي بمثل ذلك.

7) قوله: "رأيته قد وافق هؤلاء الأدعياء في مواطن عديدة من كتابه نفسه فكان كتابه خير مثال لكتابه" (الحوار/4) وقوله كذلك: "فرد الشايجي على الشايجي" !! (الحوار/27)
وأقول:
هذا من الشغب، فعملي في جمع أصولهم في كتاب واجد دون أن أذكر أسماءهم أو أحدد أعيانهم، لسيهل على كل مطلع على الفكر الرديء الذي حذر منه أئمة الدعوة الذين سبقت أقوالهم، وتحذيراتهم من هذا المنهج المنحرف الذي سار فيه هؤلاء وأنا متبع لهم فليزمهم ما ألزمتني به.

8) قوله: "يا أبا خليفة أرجو أن لا تغضب، ويا حبذا لو سجرت بالتنور كتابك الموسوم ب(الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية الجديدة)" (الحوار/50)

وأقول:

طبعت من الكتاب بضعة آلاف فنفدت جميعها في زمن قياسي، ولم يبق عندي ما يسجر في التنور، وقد قام أخوة عديدون في أماكن كثيرة بتصويره وتداوله بعد أن نفدت نسخه، ولا أقول سمعت الثناء عليه في كل مكان...بل اسأل أنت عنه، ومثل هذا الكتاب لا يستحق التنور وإنما يستحقه من ألف في تصنيف الناس وتبديعهم بل وتكفيرهم بالباطل، واخترع هذه الأصول الفاسدة ونسبها!! إلى منهج أهل السنة والجماعة !!!

الوقفة الحادية عشرة

بين الشيخ ربيع بن هادي و الحداد

التطبيق العملي لما سموه (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) !!

محمود بن محمد الحداد أحد أفراد مدرسة الجراحين هذه وهو تلميذ ربيع بن هادي المدخلي ، وأحد أفراد مجموعته لعدة سنين ، ولما أراد الحداد أن يطبق هذا المذهب الجديد وما يسمونه (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الطوائف والفرق .. إلخ)

فإنه أراد أن يطبقه بموازين واحدة ، على السابقين والمعاصرين . وأراد منه القوم أن ينتقي حسب الأهواء والمصالح ، وحسب ما تأمر به السياسات ، فأبى ذلك !! وأقسم أن يطبق هذا المنهج بالقسطاس المستقيم على كل من ارتكب بدعة من المسلمين السابقين واللاحقين . فكان من نتائج ذلك تبديع الحافظ ابن حجر صاحب فتح الباري ، والإمام النووي شارح صحيح مسلم ، و الأئمة : البيهقي، والذهبي ، وابن حزم ، وابن الجوزي ، والشوكاني ، ورشيد رضا (الذي يسميه السفيه بدلا من رشيد) ، وجميع المعاصرين الذين يبدعونهم ، وزاد عليهم تبديع المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني !!

ولما كان تطبيق منهج النقد الذي أبتدعه الشيخ ربيع بن هادي لابد وأن يطول هؤلاء الأعلام من المسلمين ، وهذا يؤدي إلى فضح هذه الطائفة والشناعة عليهم ، فإنهم أرادوا إلزام الحداد ألا يبدع إلا من بدعوه ، فأبى ذلك عليهم عندما رآهم يبدعون هؤلاء العلماء الأعلام سرا ، ولا يعلنون ذلك فقال هذه باطنية ، ورآهم يكيلون بكيلين فقال : لا أكيل إلا بكيل واحد ، ويجب أن يبدع الجميع ويوزنوا بميزان واحد . فلما خشوا أن يفتضح أمرهم ويظهر مكنون مذهبهم ، أخرجوه وبدعوه ، وكتبوا بعض الرسائل الصغيرة فيه .. فما كان من الحداد إلا أن أخرج مكنونهم وأظهر حقيقة مذهبهم …

وأنه هو الذي يطبق المنهج السلفي حقا وصدقا ، وأما هم فأنهم يعملون (بالتقية) فيظهرون خلاف ما يبطنون ، ويبدعون في السر من يخافون منه ، ويبدعون في العلن من لا ظهر له … ثم إنهم متهاونون في تطبيق المنهج … إلخ

وقد يظن الساذج الذي لا يعرف حقيقة هذا المنهج المبتدع في النقد الذي يسمونه (منهج أهل السنة والجماعة)، وأن الحداد هذا خارج عن أصول هذا المنهج ، والحق أنه يطبقه بحذافيره كما يقولون ، وليس هناك فرق بين الحداد والشيخ ربيع ؛ فكلاهما أبناء مدرسة واحدة في النقد والتبديع والتفسيق إلا فيما يأتي :

1) الحداد يعمم دائرة التبديع والتكفير لكل من وقع في بدعة ، لا يخرج إلا الصحابة فقط لا لأنهم لم يقعوا في بدعة ، ولكن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالكف عنهم (فانظر) !!! وأما الشيخ ربيع فإنه يخصص دائرة التبديع حسب المصالح السياسية والحزبية !!

2) الشيخ ربيع يذكر للشخص الذي ينقده ما يظنه وقع فيه من المكفرات ، ولا يلتمس له عذرا في واحدة ، ولا أنه فعل هذا الكفر جهلا أو تأولا ، ثم لا يصرح بالتكفير ، وأما الحداد فإنه يقول مادام قد ارتكب المكفر عذر فهو كافر والتوقف في التكفير عند الحداد ( إرجاء ) !! …

وبعد هذا فلنقرأ بعض ردود الحداد على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، وكيف يدعوه إلى الالتزام الحق بمنهج النقد ولا يتبع فيها الهوى :

1) أنكر الحداد على الشيخ ربيع بن هادي تخصيصه التأليف في ابتداع سيد قطب وكفره ، وأنه قد كان هناك من هو أولى منه بالتأليف والتحذير حيث قال الحداد في (الفصل العادل في حقيقة الحد الفاصل) ما نصه :
" لو كان الكاتب ( يعني الشيخ ربيع بن هادي ) مخلصا لدين الله لما خص ابن قطب وحده بكل سهامه ، وترك من أخذ عنهم ابن قطب اعتقاده كرشيد رضا ، وغيره من أئمة السلفية !! فما أعجب الهوى كيف يصنع بأهله " (الفصل العادل في حقيقة الحد الفاصل/3)

2) وقال الحداد أيضا :
" لو كان الكاتب ( يعني الشيخ ربيع بن هادي ) مخلصا لدين الله تعالى لما خص بكر أبو زيد بالرد عليه .. فالألباني أنكر على الكاتب في شريط منتشر عن كتابه عن ابن قطب بكلمات قريبة جدا من كلمات المردود عليه ( يعني بكر أبو زيد ) .. والألباني أولى بالرد من غيره لأن وقعه عند الناس من الشهرة وانتشار كلامه أعلى من غيره ، والألباني في شريطه الذي روجه القطبية والسرورية عن الإرجاء في البدعة والمبتدع ، ومع ذلك يصرح الكاتب ( يعني ربيع بن هادي ) لا تردوا على الألباني !! لا تهيجوا علينا الألباني !! (الفصل العادل / 3)

3) قال الحداد منكرا أيضا على الشيخ ربيع رده على العلامة بكر أبو زيد في قضية سيد قطب (كان من أسباب هيجان الكاتب – يعني الشيخ ربيع بن هادي – علينا التنبه المبكر للمردود عليه ( يعني بكر أبو زيد ) ونصح بعدم الرد ولا تهييج أحد ، وأرغى وأزبد بحكمة الدعوة ومصلحة الدعوة !! فما باله ( أي الشيخ ربيع ) يخرج عن مصلحة الدعوة والحكمة ، ويرد على بكر أبو زيد بكتاب على ورقات !! السر هو أن المصلحة هي مصلحة الزعامة لا مصلحة الدعوة) (الفصل العادل/3)
قلت أنا الشايجي : فانظر مصلحة الدعوة عند هؤلاء، واتعظ يا أخي مبارك.

4) يروي الحداد عمن سماه أبو وداعة أن رجلا جاء من الكويت ، ودخل على الشيخ ربيع بن هادي فسأله الشيخ ربيع قائلا : كيف حال أخينا عبدالرحمن ( يعني ابن عبدالخالق ) وأثنى عليه ثناءاً حسنا !!

فقال الزائر : هو يجهز ردا عليك !!

فانتفض الشيخ ربيع وكان متكئا فجلس وصرخ : الخبيث أنا أرد عليه وأفعل !! (الحد العادل/4)
ثم قال الحداد معلقا :

" إنهم يا أخي – حفظك الله – هذا دأبهم الحزبية المقصية ، والغيرة على أشخاص ، والدفع عن أنفسهم وزعامتهم ، وإذا تكلم المتكلم في السنة ووقع فيها : لا تهيجوه المصلحة والحكمة ، وإذا تكلم المتكلم في عرضه فلا صبر ولا أدب ولا حكمة. " (الفصل العادل/4)

5) قال الحداد منكرا على الشيخ ربيع إفراد سيد قطب بالتأليف والرد عليه :
" لماذا ابن قطب وحده ؟ فهل ترى أحدا يقول بقوله في وحدة الوجود ، وتأويل الصفات ، وسب الصحابة ؟

أ ) أنهم جعلوه إماما ، ويرون أن ما فيه لا يقدح في إمامته.

ب ) ولا يُؤْمَنُ عليهم مع طول الوقت أن يكونوا مثله كما قويت به شوكة الخوارج والتكفير.

وهذا هو قولنا بعينه فيه وفي غيره ممن هو أعلى منه وأعلم بالشرع ، وأقدم كلهم : ابن حزم ، والبيهقي ، والنووي ، والذهبي ، وابن حجر ، والشوكاني ، ورشيد رضا ، وغيرهم كلهم أخطر مئات المرات من ابن قطب:

أ ) فقد أصابوا من علوم الشرع ما لم يصب عشر معاشرة ابن قطب !!

ب ) وهم أقدم وأعظم منه لأنهم أئمة عند أهل السنة .. أما ابن قطب فلم يكن إماما عند أهل السنة ، نعم جُهَّالهم يدفعون عنه لكن لا يعدونه إماما ، وأما السرورية فهو إمام عندهم مجدد كما قالت مجلة ( البيان ) !
فلماذا لا يقول الكاتب في ابن قطب كما قالت الورقة التي وزعها هو وأصحابه في أئمة ابن قطب الذين قال هو بقولهم ، وقالوا قبل مئات السنين: فالباقلاني يقول صراحة بخلق القرآن ، وتأويل الصفات ، وكلام ابن الجوزي ، والبيهقي في كتبهم لا يجهل.
ومع ذلك هؤلاء ( من أئمة المسلمين – جزاهم الله عن الإسلام خيراً - ، وهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه ولهم أخطاء)
مَن الأخطر : أصل الشجرة أم فرعها ؟! الشيخ أم التلميذ ؟! إنها ( عمى المعاصرة ) أو ( هوى المعاصرة ) "! (الفصل العادل/5)
قلت أنا الشايجي : وهذا الكلام : لا نعلق عليه ونتركه للأخ مبارك بن سيف وجميع من يقرأ هذا الكتاب ليعرف حقيقة هذا المنهج ..

6) وقال الحداد أيضا :
" ومالك وابن قطب ذلك المسكين في دينه وعلمه وحاله ! وقد أخذ هذا الفهم من رشيد رضا !! فابن قطب مارق عندك ، ورشيد رضا إمام السلفية ! وقولهما واحد !!
أ رأيت الهوى والمجازفة والحيرة والإرجاء ماذا تصنع بأهلها ؟!" (الفصل العادل/11)

7) وقال الحداد : لماذا تمنعنا يا ربيع أن نرد على الألباني ، و عبدالرحمن عبدالخالق ! :

" ولئن أساء إلى كل مؤمن صادق ( يعني رسالة بكر أبو زيد للشيخ ربيع ) فقد أساء أعظم منه شيخك الألباني بشريطه في إرجاء البدعة والمبتدع ، وغيره من اختلاطاته وتخاليطه ! و عبدالرحمن بكتابه في العمل الجماعي حين كفر جملة بسطرين لا بصفحتين !! ولم تتحرك لأنك غير مذكور بالاسم في كلام هذا أو هذا !! أو لأنك جُبْناً لا تقوى على التصدي لهذا أو هذا !! ولذلك نهيتنا وغيرنا من الكلام في هذا أو هذا !
فأين حالك أيها المؤمن الصادق الغيور على دين الله وسنة نبيه r ؟! (الفصل العادل/8)
& العلامة ابن باز أيضا لم يسلم من هذه الطائفة :

قال الحداد معلقا على قول الشيخ ربيع بن هادي في كتابه الحد الفاصل ( الشيخ الإمام ابن باز ) .. فقال الحداد على ذلك:

" دعك من النفاق والتمسح بالأحياء ، ألست الذي قلت فيه – وصوتك مسجل - : ( ابن باز طعن السلفية طعنة خبيثة ) !!

ولما ذكرت ذلك في ( القول الجلي ) وغيره ، فرددت على ( القول الجلي ) بمجازفاتك ، ولم تذكر حرفا عن هذه الكلمة ولا اعتذارً، ولا أنها من آثار ( مرض السكر الشهير ) ؟!

إنك أنت ( الشيخ الإمام وحدك الذي تستمع السلفية من أمريكا للبنغال كلامك ؟! ) " (الفصل العادل/9)

& مبدأ الحداد في وجوب المساواة بين المبتدعة جميعا:

قال الحداد :

" 1) قال – أي الشيخ ربيع بن هادي - : ( ما ذنبي إذا كان ابن قطب قد اختار المنهج الخلفي لنفسه )!
فيرد الحداد :
" وما ذنبنا إذا كان ابن حزم ، والبيهقي ، والنووي و … قد اختاروا هذا لأنفسهم فتكلمنا عليهم ، فهاجمتنا بلا هوادة ، وبكل كذب وافتراء !!

2) قال الشيخ ربيع بن هادي في رده على بكر أبو زيد:
" وإذا كنت قد أدركت هذه الموبقات وأخطارها ، ثم وفق الله لنقدها وتفنيدها بالحجج الدامغة و البراهين الساطعة .. فهل يلام على القيام بهذا الواجب الكفائي ويخذل ، أو يشكر وينصر ؟! "

فعلق الحداد على ذلك قائلا :

" أ) حسبنا الله ونعم الوكيل ! ما أقبل ذي الوجهين ! خاطب نفسك بهذا ، فأنت أولى به ! فماذا كان بيننا وبينك غير تصيدنا لأهل البدع : قديمهم ومعاصرهم ، وهجومك علينا لذلك !

ب ) ثم لا ترتدع حتى يسلط الله عليك سنيا غيورا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحشر فمك بالتراب : ( أحشوا في أفواه المداحين التراب ) هذا من يمدح غيره ، فكيف بمن يمدح نفسه ؟!

ويكذب على الله : ( وفقه الله ) في كتب ملأى بطوام بينت بعضها في القول الجلي !" (الفصل العادل/11)

وقال الحداد أيضا :
" نقل الكاتب – يعني الشيخ ربيع بن هادي – في مسألة عدم قول الأحاديث المتواترة كلام ابن قطب في إنكار حديث السحر ، وقال: (استنكر المردود – يعني بكر أبو زيد – هذا العنوان استنكارا غريبا ، ولم يستنكر على ابن قطب هذه القاعدة الخطيرة !)
قال الحداد ردا على ذلك :

" 1) سبحان الله من أين أخذ ابن قطب كلامه في الإنكار ! إنه حرفا بحرف من كلام رشيد رضا وشيخه !! ورشيد هذا ليس برشيد ولا رضا هو إمام السلفية عندك ! وشيخه كما قلت في حوارك : ( عليه مؤاخذات ) فلماذا تكفير ابن قطب بكتابين ؟! وتأميم ( رشيد ) ! ، وتهوين أمر شيخه ؟! أعرفت تخبط الإرجاء كيف يفضح أهله ؟!

2) قال الحداد :
" وأحاديث نزول عيسى ، بل يتأول الآيات القرآنية في هذه العقائد ، هذا كله أخذه من (السفيه المدعو برشيد) حرفا بحرف ) ! والسفيه إمام عندك تمنع من الكلام عليه ! وخطر ( السفيه ) أعظم من خطر هذا ( المسكين ) – يعني سيد قطب رحمه الله - ، لأن السفيه يفسد الكبار ، والمسكين يفسد الصغار ! والمسكين إنما أخذ من السفيه " (الحد العادل/12)

3 ) وقال الحداد أيضا :
" قال ربيع : ( دع عنك التخذيل أيها الرجل ، ولا تناقض كلامك الحق في كتابك واثبت على الحق ولا تتزلزل ولا تضطرب )

4) وقال الحداد :
" والله لأنت أولى الناس بمخاطبتك نفسك بهذا الكلام إذا لم تجد من حاشيتك به فإن كلامك في ( منهج النقد ) على ما فيه من هنات ..

ونقل الكاتب عن المردود عن ابن تيمية – رحمه الله تعالى – ( ص 31 ) : ( ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم ، أو أثنى عليهم ، أو عظم كتبهم … أو كره الكلام فيهم ، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو … وأمثال هذه المعاير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق ) ..
فهذا حكم الراد – ربيع بن هادي – والمردود – بكر أبو زيد – والحمد لله رب العالمين ..

ولا يستطيع امرؤ في الدنيا أن ينتقد علينا إلا الشدة على أهل البدع ! فلينظر كل من عاينا بشيء ، أين هو ؟! فوالله لئن أفلت من عقاب الدنيا الظاهر ، فثمة عقاب باطن في القلب والوجه ، وثمة عقاب يوم يجمع الله من نسب إلى العلم ليسألهم عن ماذا صنعوا يعلمهم ؟! والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل ؟!
فقد صار الحال إلى عقوبة من يتكلم ويطعن في أهل البدع ؟!

وأين الراد – أي ربيع بن هادي – من مذكرته في تبديع شعبة والطعن في الثوري وغيره ليبرر سكوته وأمره غيره بالسكوت عن ابن حجر ، والنووي ، و الشوكاني ، و ابن حزم ، وغيرهم ؟! حتى قال في المردود – يعني بكر أبو زيد -: "كره نقده والكلام فيه ، وذعر من ذلك ذعراً شديداً كأنه يصف نفسه هو وحاله منافي نقد البدع وأهلها" (الفصل العادل/13)

صورة صارخة للردود بين هذه الطائفة ( الأكاذيب ) :
نقل الحداد عن الشيخ ربيع بن هادي قوله :
" والله لئن أخر السماء إلى الأرض أهون علي من أكذب على الله أو على مسلم .. "
فرد الحداد :

" أ) نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرينا مصداق حلفك : إما صدقا أو خروراً ليس من السماء ولكن من سطح البيت ! فقد ملأت البلد بالأكاذيب عنا كما بينته في (القول الجلي) ، ودعوناكم للمباهلة فهربتم ، وكذبتم على الله تعالى ودينه بزعم أننا لأخبث أخبث أخبث أعداء أهل السنة والتوحيد !! وأن السرورية ليس بينكم وبينها إلا مسألة الاختلاف بين الفرقة الناجية والمنصورة ، وفي زعم أن ما أنتم عليه جميعا هو السنة ، وأن ما نحن عليه هو البدعة والاعتزال والتكفير ! وفي زعمك أن كل ما كتبته وأصحابك حتى أن براقشكم ملهم من الله فيما نقله عنكم من برقشته ! وقد اعترفت ببعضها وعزوته للسكر ، وببعضها وتلونت فيه "

ب ) ثم الكذب – دعك من الكلام عنه - ، فثمة كثيرة مسجلة عليك في محاضرات عامة ومجالس خاصة ، ومنها الكذبة بزعامة السلفيين ، و الأخرى بأن صاحبك عانق فلانا ! فهل تنتظر أن تخرج كتابا أو شريطا بصوتك في كذباتك فقط ؟!!
أعرف أنك تتدين بها ( المصلحة العامة ) " (الفصل العادل/14)

وأقول أنا الشايجي : اللهم احم المسلمين من هذه الطائفة .. اللهم آمين .

& الحداد يرد على ادعاء الشيخ ربيع بن هادي أنه لم يكفر سيد قطب :

نقل الحداد قول الشيخ ربيع بن هادي عن سيد قطب:
" هل رأيتني بتكفيره في موطن واحد من كتابي "
فرد الحداد على الشيخ ربيع قائلا :
" ما أشبه الكاتب بصاحب المحجن أتدري ما قصته؟!
قال حماد بن سلمة – رحمه الله – ما أشبه أبا حنيفة وأصحابه إلا بصاحب المحجن في الجاهلية : كان عصا ، كان يمشي وسط الحجيج ، فيسرق بعصاه ، فإذا لم ينتبه إليه مضى ، فإن انتبه إليه قال تعلق بمحجني !

قد أنكر المردود – يعني بكر أبو زيد – على الراد – يعني ربيع بن هادي – أنه رمى ابن قطب بخلق القرآن ، فرد الراد أن الكلمة لها معاني ، وأن … ، وأن … ! فكلامه ثمة ضعه ههنا عليه !!
قد حشد الكاتب – يعني الشيخ ربيع بن هادي – مكفرات عظام ، والواحدة منها تهدم الجبل ، ونفى عن المتهم – يعني سيد قطب - كل اعتذار من حسن نية أو جهل أو خطأ في التعبير أو سوء فهم ! ثم بعد هذا يقول: (لم أكفره !) .. فما هذا التنطع الإرجائي العجيب !! وابن تيمية نفسه الذي ينكر الشافعي ، وأحمد – رحمهما الله تعالى – للأعيان في مسألة خلق القرآن من أن هذا ليس صحيحا أبدا عنهما بل صحيح غيره ، هو نفسه كفر جماعة كابن عربي وغيره ! فلماذا تتمسحون في ابن تيمية زوراً ، وأنتم مخالفون لما كان عليه هذا الرجل من الشدة على البدع حتى بحبس وطرد وشرد !! – رحمه الله تعالى – إن تنطع المرجئة بمسألة الحجة لعجب عجاب ، ولكن الشيء من معدنه لا يستغرب ! قد قامت عليهم الحجة باعترافكم بما قرؤه من كتب أهل السنة ، وفيها تضليل من يقول بتلك الأقاويل التي اختاروها !! " (الفصل العادل/15)

& الحداد ينصح الشيخ ربيع بن هادي بوجوب المساواة بين أهل البدع جميعا :
نقل الحداد قول الشيخ ربيع بن هادي :
" آسف أشد الأسف على إنسان يدعي السلفية يقحم نفسه في هذه المآزق من الدفاع عن أهل البدع بأسلوب غريب … وهذا مهيع أهل الباطل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله … )

قال الحداد :
" ونحن والله نأسف كما تأسف ، ونأسف عليك وعلى شيخك الألباني وأمثالكما فالحال واحد ! وما بيننا وبين الراد والمردود كلاهما إلا دفاع عن هؤلاء ، وتمسكنا بما كان عليه السلف الصالح – رحمهم الله تعالى – من بيان البدع وأهلها ! " (الفصل العادل/16)
ونقل الحداد قول الشيخ ربيع :
" قول ابن قطب بخلق القرآن حقيقة ثابتة لا غبار عليها "
ورد الحداد عليه :

" 1) وصدق ، فقد كان أئمة أهل السنة – رحمهم الله تعالى – يتهمون الرجل بتلك التهمة بأقل من كلام ابن قطب ، وكلامه صريح "

2) لكن ! أين أيها الكاتب العجيب يذهب دفاعك عن الشوكاني وهو يقول بالوقف ، يسخر هو والمقبلي سخرية ما صنع عشرها الكوثري بأهل السنة جميعهم ؟! ومع ذلك فالشوكاني إمام للسلفية ، وحسناته مشكورة في اليمن – هذا كلامك - !! حتى متى التلاعب والتلون في الدين ؟! " (الفصل العادل/16)

& الحداد يقول : لن نصبر عشرين سنة حتى يفهم الشيخ ربيع بن هادي أن الشوكاني مبتدع ، وأن رشيد رضا هو السفيه المدعو برشيد :
قال الحداد :
" ذكر الكاتب – أي الشيخ ربيع – أنه وقف على كلام ابن قطب في خلق القرآن قبل عشرين سنة ..
ثم رد الحداد :

" أ) فوا عجباً وهذه المدة كلها ينصح بكتبه حتى في أواخر كتبه ( منهج الدعوة ) !

ب) ثم قد وقف على الكلام (السفيه المدعو برشيد) و الشوكاني وغيرهما ، فهل ننتظر منه عشرين سنة حتى يفهم ما فهمناه عشرين سنة !! وحتى يقف بعد عشرين سنة وكتب الرجل بين يديك " [ الفصل العادل / 16 ]

الحداد يدعي أن الشيخ ربيع بن هادي ضيع عمره في الدفاع عن أهل البدع :
نقل الحداد عن الشيخ ربيع قوله :
" ضيع ابن قطب حياته في الحيرة والضياع والتلمذة على حسين ، والعقاد ، وعضوية حزب الوفد العلماني ودراسة الفلسفات الملحدة ، ثم في آخر عمره يهجم على كتاب الله … ! "
رد الحداد على الشيخ ربيع قائلا :
" صدقت ! ولكن أنت ماذا ضيعت عمرك فيه ! في القراءة له ، ومدح كتبه الوصية بها ، وعضوية حزب الأخوان خمسة عشر ( 15 سنة هذا باعترافك ) ثم هذه شيخوختك مجادلا عن أهل البدع محاربا لم يتصدى لهم ! " (الفصل العادل/16)

& الحداد يتهم الشيخ ربيع بن هادي و مجموعته بالتلون في الدين :
قال الحداد :
" استبعد الكاتب – أي الشيخ ربيع بن هادي – عدم اطلاع ابن قطب على ما وقع في محنة مسألة خلق القرآن , و بناء على هذا الاستبعاد فاتهامه بالقول بخلق القرآن مع وجود عبارة له مشعرة بذلك اتهام صحيح .
أ ) و نحن معه , فقد صدق , وهذه القرينة معتبرة عند أهل العلم , فثمة فرق بين مسألة المعلوم من الدين بالضرورة بين البدوي و الحضري و بين الجاهل و العالم .
ب ) و لكن ما باله يحتج بها ها هنا , ويتركها في مسائل ابن حجر , والنووي , و الشوكاني و غيرهم !! ألم يطلعوا على كتب أهل السنة في الصفات ؟
ج ) ثم هذا المسكين ابن قطب ممن ينقل تخاريفه , أليس مثل هؤلاء في تأويل الرحمة و غيرها بالإرادة , ومسألة الكلام النفسي و غيره ؟!
بينما تصع هذا بابن قطب توزع أنت و أصحابك أوراق بأن الباقلاني، وابن الجوزي و البيهقي من الأئمة ؟! و الأول يقول بخلق القرآن و غيره، و الثاني يصنف الكتب في تأويل الصفات، و الثالث كتابه في الأسماء و الصفات، والاعتقاد مليء بالفواقر و ( كل ما كان عليه أهل السنة في صفة الكلام خالفه البيهقي ) هذا هو خلاصة ما وصلت إليه رسالة جامعية منشورة بالمدينة !
د ) ثم ما صنعت بابن قطب إذا بك ( ص 96 ) تصف السهيلي صاحب الروض الأنف ! بأنه من العلماء الكبار ! مع أن روضه مليء بالتجهم !! فما هذا التلون في الدين ؟!" (الفصل العادل/17)

& الحداد يتهم الشيخ ربيع بن هادي بالطعن في الإمام أحمد، وابن خزيمة، وابن تيمية، وابن عبد الوهاب :
نقل الحداد عن الشيخ ربيع بن هادي قوله :

" فكم من طاعن في الإمام أحمد … و ابن خزيمة و ابن تيمية.. و ابن عبد الوهاب , وكم من مدافع عن أهل الباطل "
فرد عليه الحداد قائلا :

" أ ) صدقت , و أنت من هؤلاء الطاعنين , فطعنك في أحمد – رحمه الله – بأنه يؤول الصفات , و في ابن خزيمة , و في ابن تيمية , و ابن عبدالوهاب – كلهم رحمهم الله – قد ذكرته و غيره في ( القول الجلي ) و غيره!

ب ) صدقت و أنت من هؤلاء المدافعين عن أهل الباطل , المدافعين عنهم بما عجزوا عن مثله ضدنا ! فالحمد لله على السنة , و نسأله النصرة على أعدائها " (الفصل العادل/18)

& الحداد يعلن سبب تأليف الشيخ ربيع بن هادي في سيد قطب :

نقل الحداد عن الشيخ ربيع بن هادي قوله :
" هدف الكتابين – يعني كتابي الشيخ ربيع في سيد قطب , و هما أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب - : إنقاذ الشباب من التحزب الباطل .. و قد شهد لهم العدول"
قال الحداد :

" 1 ) بل هدفهما صرف الناس عن ابن قطب لابن المدخلي , و هذا ما لا يكون ! فلو كان هدفهما لله تعالى لكان الأصل واحدا في الرد على كل مبتدع هو أعظم خطرا منه , بل منه أخذ ابن قطب !

2 ) و قد أكثرت علينا بالعدول عدة مرات , ولم تسم واحدا منهم ! فلئن سميت واحدا وذكرت كلامه كله ! ليأتين هؤلاء لك بعشرات كعدولك كالألباني شيخك ينكرونه !" (الفصل العادل/20)

& الحداد يتهم الشيخ ربيع بالإرجاء و التهاون مع أهل البدع !!

قال الحداد :
" قال المردود – أي الشيخ بكر أبو زيد – في ابن قطب ( على عثرات سياقاته ) :
قال الراد – يعني الشيخ ربيع بن هادي - :
" التعبير عن بدع ابن قطب الكبيرة و الخطيرة بمثل هذه العبارات مجاف للنصح للإسلام و المسلمين , بعيد عن أساليب أئمة السلف في قمع البدع و أهلها و إهاناتهم "

هذا نفسه وقع فيه الكاتب , ففي حواره أنكر على صاحبه كلمة انحرافات فقال : " انظر كيف يتلطف في التعبير عنهم , و يتهرب من إطلاق لفظ البدعة في الوقت الذي يشتد فيه على أهل التوحيد و السنة .
ولم تمض صحائف حتى جاء ذكر محمد عبده فقال المخذول: " عليه مؤاخذات مخالفة لما عليه أهل السنة "

فإمام المعتزلة في عصرنا عليه مؤاخذات و صاحبك في الحوار ( الأخ الشيخ ) و السرورية عندك ( اخواننا وأبناؤنا ) !!
أما نحن أهل السنة فكل كيد و مكر و بذاءة لسان و تكفير و تخبيث , و الله المستعان فانظر كيف يتلطف مع أهل البدع , و يتهرب من تبديعهم بل و يؤممهم , في الوقت الذي يشتد علينا فيه نحن أهل السنة بكل كيدة و سلاطة لسان .. فحسبنا الله و نعم الوكيل !
فلا تعب عليه ( عثرته ) , فإن عندك ( مؤاخذات ) عظيمة ! و ماذا بيننا و بينك غير اقتدائنا بالسلف الصالح رحمهم الله في الشدة على أهل البدع , و اقتدائك بالمرجئة في دفاعك عنهم , بلى و الله لقد كان المرجئة خيرا منك " (الفضل العادل/20)

صورة فاضحة من وقيعتهم في العلماء :

قال الحداد :
" قال – أي الشيخ ربيع – في السرورية :" تدريب قوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء … كل ما تقوله متوفر في أشرطة , و كتب من تربى على كتب ابن قطب و فكره ومنهجه، فكل من خالفهم من العلماء و غيرهم، عميل، وجاسوس و منافق … "

و رد الحداد على الشيخ ربيع قائلا :

أ ) أنت و الألباني و أمثالكم تربيتم على كتب ابن قطب , و تنصحون و تنقلون منها !!

ب) ولذلك طالت ألسنتكم علينا بالتهم التي اتهمكم بها السرورية !! لما صرتم وإياها حزبا واحدا بزعامة الألباني!

ج ) و لذلك فمجالسك الخاصة ملأى بالطعن فيمن تظهر أنهم أئمة أهل السنة :

- فابن باز مسجل عليك أنك قلت فيه (طعن السلفية طعنة خبيثة).

- و ابن عثيمين كذلك (لتخرج رايات الشرك من نجد) يعني بسببه .

- و الألباني (سلفيتنا أقوى من سلفيته).

- أما القدامى فحدث و لا حرج : أحمد يؤول، وابن تيمية أعلم من السلف الصالح، وشعبه مبتدع، و الثوري يتهالك في ركاب رافضي، ومحمد بن عبدالوهاب عنده حماس و اندفاع الشباب !" (الفصل العادل/23)

و في الختام أقول أنا الشايجي :

و بعد … هذه يا أخي مبارك بن سيف صورة صارخة لأصحاب هذه المدرسة الجديدة في النقد و الحكم على علماء المسلمين .. أرأيت أفظع من هذا و هذا غيض من فيض و ما خفي أعظم … أرأيت منهجا للنقد يهدم الأمة كلها و يخرج هذه النماذج المشوهة كهذا المنهج , اللهم لطفا بعبادك و ارحمنا و إخواننا المسلمين من هذا المنهج المنحرف الذي يسمونه زورا و بهتانا منهج أهل السنة و الجماعة في نقد الرجال , و الكتب و الطوائف …

أرأيت عندما طبقوا هذا المنهج على المسلمين بماذا أتوا , ثم لما طبقوه على أنفسهم ماذا فعلوا !!

و هذا الذي نقلناه هنا : جزء قليل جدا من كتب كثيرة في ردود بعضهم على بعض.

 

الوقفة الأخيرة

دعوة ... وموعد ... ووفاء ن شاء الله تعالى

دعاني الأخ مبارك بن سيف إلى تسمية بعض رؤوس تلك الطائفة حيث قال في حواره:

1) "فهلا كشف الشايجي عن هذه الطغمة الباغية، وهؤلاء الأدعياء، فأظهر أسماء خمسة أو ستة، أو سبعة، أو أقل، أو أكثر من كبارهم وأئمتهم المتفقين على هذه الأصول العظيمة وهم كلمة إجماع عند أتباعهم" (الحوار/40)

2) وقال أيضا:
"لا بد أن يعود الدكتور عبد الرزاق إلى بروتوكولات ووثائق تلك المجموعة - التي هي عندهم أهم وأولى وأعظم من أصول العلم في سائر الفنون...فيظهر لأهل الإسلام تواقيع أولئك بأسمائهم، أو ينص على أقوالهم مصحوبة بأسمائهم" (الحوار/13)

فأقول للأخ مبارك بن سيف قد أردنا بكتابنا الخطوط العريضة كما أسلفنا ( دراسة فكر هذه الطائفة وجمع أصولها وقواعدها دون الاهتمام بقائليه ومروجيه، فإن ما يهمنا هو التحذير من هذا الفكر القائم على السب والتشهير والتجريح بغير جرح حقيقي، والتبديع بغير مبدع، والتكفير دون ضوابط، والانشغال بالدعاة إلى الله سبا، وتجريحا، وتكفيرا، وتبديعا دون غيرهم من عموم الخلق، وتقديم حربهم على حرب الكفار والمنافقين والعلمانيين واليساريين ) (الخطوط/7)
ولم نذكر الأسماء اقتداء بسنته r إذ كان يقول في مقام النصح والتحذير: (ما بال أقوام )...أما عدم تعلقينا على تلك الأصول فمن باب قول الشاطبي - رحمه الله -: (حسبك من شر سماعه، ومن كل بدع في الشريعة ابتداعه) (الموافقات 1/25)

وقد أفاد هذا الأسلوب بحمد الله فائدة عظيمة فإن كثيرا ممن كانوا قد تلبسوا ببعض هذه الأصول الباطلة التي ظنوها أصول أهل السنة والجماعة...فروا منها فرارهم من الجذام...وحمدوا الله على السلامة من أن يسلكوا في سلك هؤلاء...

واعترف بعضهم - على استحياء - أنها أخطاء ولا تعتبر أصولا...وهذه خطوة - منهم - إلى الأمام.

وبقى رؤوس هذا الفكر على حالهم من التمادي والظلم وهؤلاء نبشر الأخ مبارك ومن قام على طباعة كتابه وتوزيعه أعني الأخوين عبد الرحمن السليم وأحمد الشيحة أننا - بحول الله - في الطبعة الثالثة من كتاب (الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية) سنذكر إن شاء الله أمام كل أصل من تلك الأصول من قال به من رؤوس تلك الطائفة مع عزو مقولته إلى موضعها سواء أكان كتابا ألفه، أو محاضرة مسجلة، لأو مقابلة مكتوبة أو مسجلة، أو مقالة منشورة، أو نشرة موزعة، كي يكون كلامنا موثقا من (بروتوكولاتهم ووثائقهم) كما طلبه الأخ مبارك بن سيف حيث قال في حواره (ص/13): (لا بد أن يعود الدكتور عبد الرزاق إلى بروتوكلات ووثائق تلك المجموعة)

ونرجو من هؤلاء ألا يجزعوا لنقل أقوالهم بنصوصها فإن من أصولهم التي أصلوها (وجوب بيان الأخطاء)، وإلا كانوا كما هو حالهم دائما يكيلون بكيلين فأخطاء غيرهم يجب أن تنشر وتذاع، ويعلم بها كل من كان في صقع من الأصقاع، وعيوبهم هم يجب أن تستر ولا تفضح، ولا يحذر الناس من بدعهم الكبرى، ويحذر من كل بدعة ولو صغرت...

أرجو أولا ألا يجزعوا...بل يجب عليهم أن يشكروني عندما أطبق عليهم أصلا من أصولهم بل هو أصل أصولهم، ومنطلق عملهم ودعوتهم. ووالله لن أتقول عليهم كما يفعلون.

ولن آخذهم بلازم أقوالهم كما يصنعون بعباد الله الصالحين، وجنده المخلصين.

ولن أبحث عن خطأ أخطأوا فيه، ولا زلة قلم أو لسان وقعوا بها بل سأذكر ما جعلوه أصلا في الدين، وامتحنوا به سائر عباد الله المؤمنين ووالوا عليه وعادوا عليه...

وكل ذلك نفعله إن شاء الله احتسابا لله لم تعطنا جهة ما عليه دينارا ولا درهما...

وإنما نفعل ذلك - إن شاء الله - مخلصين لله وناصحين لكتابه وسنة رسوله وأئمة المسلمين وعامتهم.

والحمد لله أولا وأخيرا...اللهم اجعل عملي هذا ابتغاء وجهك ومرضاتك...وحسبي الله ونعم الوكيل.